استدعى الكاتب الصحفي عبد الناصر سلامة، رئيس تحرير "الأهرام" الأسبق، كل المانشيتات وعناوين الصحف وأقوال الخبراء وتأكيداتهم حول تنبيه نظام السيسي على سرقة الكيان الصهيوني للغاز المصري، في الوقت الذي يرد فيه إعلام الانقلاب من خلال عملية تضليل مفضوحة بأنها أخبار غير حقيقية. وأشار سلامة إلى عملية التضليل التي بدأت في عهد العسكر منذ 1967، حيث سجل الإعلام المصرى أسوأ كارثة فى تاريخه، بتضليل المواطنين فيما يتعلق بهزيمة الخامس من يونيو المنكرة، وظل المواطن أسيرا للإذاعة المصرية على مدى ثلاثة أيام وهى تتحدث عن الزحف إلى تل أبيب، وإسقاط 180 طائرة للعدو فى اليوم الأول للحرب، وأسر آلاف الجنود، ودك عشرات المواقع، العدو يستسلم، العدو يستنجد، العدو فى خبر كان، إلى أن استفاق الشعب على الكارثة، احتلال غزة، احتلال شبه جزيرة سيناء كاملة، احتلال الجولان، احتلال أراضٍ أردنية، عشرات الآلاف من الأسرى العرب، تدمير سلاح الطيران المصرى بالكامل، إلى غير ذلك من قائمة محزنة ومخزية فى الوقت نفسه. وقال سلامة، خلال مقاله بصحيفة "المصري اليوم" السبت: إن التاريخ يعيد نفسه، مشيرا إلى ما يتعلق بقضية الغاز الإسرائيلى المستخرج من شرق البحر المتوسط، والتى كانت جميعها تؤكد أن إسرائيل تسرق غاز البحر المتوسط من داخل الحدود البحرية المصرية، وسط صمت رسمى مع الانشغال بالأحداث الداخلية، ذلك أن الممارسات الإسرائيلية واكبت حقبة يناير 2011 وما تلاها، وذلك بالتزامن مع قيام إثيوبيا ببناء سد النهضة، فيما يشير إلى إمكان التنسيق بين الجانبين. وأشار إلى ما نشرته صحيفة «اليوم السابع» بتاريخ 6 نوفمبر 2014، كالتالى: «إسرائيل تسرق الغاز المصرى.. بالخرائط والأسانيد العلمية والتاريخية: إسرائيل تسرق الغاز المصرى فى البحر المتوسط، لماذا يتجاهل المسئولون المصريون القضية؟ الملف على مكتب السيسي، تل أبيب استغلت انشغال مصر بالأحداث بعد 25 يناير ووقعت اتفاقية ترسيم الحدود مع قبرص، حكومة الدكتور حازم الببلاوى لم تهتم بالوثائق، وبدلاً من ذلك قامت فى 12 ديسمبر 2013 بتوقيع اتفاقية مع قبرص لتبادل المعلومات حول اكتشافات الغاز». كما أشار إلى ما نشر في «البوابة نيوز» بتاريخ 13 مايو 2015، كالتالى: «جيولوجيون يردون على رئيس هيئة المساحة: إسرائيل سرقت غاز مصر فى البحر المتوسط بمعاونة قبرص.. أبو العلا: أمتلك خرائط تثبت الحق المصرى.. عياد: إعادة ترسيم الحدود يعيد الحق لأصحابه».. صحيفة «المصرى اليوم» بتاريخ 14 مايو 2017 كانت العناوين كالتالى: «خبير البترول: ترسيم الحدود البحرية مع قبرص أضاع حقوقنا فى الغاز».. «البديل» فى 15 مارس 2015: «إسرائيل تسرق الغاز بالبحر المتوسط وخسائر مصر 200 مليار دولار».. صحيفة «الوطن» فى 24 أغسطس 2014: «إسرائيل تسرق قوت المصريين وتصدره بالمليارات». مجلة «الأهرام العربى» فى عدد 12 ديسمبر 2016 تحت عنوان: هل تسرق إسرائيل الغاز المصرى فى المتوسط؟ قالت نصا "يجب تأكيد أن كثيرا من الخبراء المصريين يؤكدون أن حقول الغاز الإسرائيلية تقع داخل المياه الاقتصادية المصرية، على رأس هؤلاء العالم المصرى الدكتور نائل الشافعى، وهو من نشر الخرائط حول هذا الموضوع فى يونيو 2012، واكتشف تعقيدات ملف الغاز، واكتشف أن حقلى «ليفياثان» الإسرائيلى و«أفروديت» القبرصى أقرب لمصر، حيث يبعدان 190 كم عن دمياط، بينما يبعدان 235 كم من حيفا، أما حقل «شمشون» فهو يبعد عن دمياط 114 كم فقط، بينما يبعد عن حيفا 237 كم). على جانب آخر، صحيفة «الحياة» الفلسطينية فى 28 إبريل 2015 كانت العناوين كالتالى: تقرير غربى: إسرائيل تسرق الغاز من قبالة شواطئ غزة وتعيد بيعه للفلسطينيين، فى الوقت نفسه وبتاريخ 29 إبريل 2015، نقلت الأنباء عن «جيكز ستوكر» الخبير الأمريكى قوله: إن السلطة الفلسطينية تتسبب فى ضياع حقوق الفلسطينيين من الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط، وذلك لأنها لم تتقدم حتى الآن بمطالبة المؤسسات الدولية بترسيم حدودها البحرية مع إسرائيل، مشيرا إلى حق الفلسطينيين فى حوض (ليفياثان) الذى تقول عنه إدارة معلومات الطاقة فى الولاياتالمتحدة إنه يحتوى على ستة أضعاف مجموع احتياطى الغاز فى الدول المجاورة. كما أن حقل (مارى بى) الذى استنزفته إسرائيل تماما حتى عام 2012 كان يحتوى على كميات من الغاز تكفى الفلسطينيين 15 عاماً. وأشار سلامة إلى تعقيب وزير الطاقة الإسرائيلى، يوفال شتاينتس، فى 30 أغسطس 2015، على إعلان شركة «إينى» الإيطالية اكتشافات الغاز الطبيعى فى مصر قائلاً: (إن هذا اليوم ذكرى حزينة بالنسبة لإسرائيل)، التى يجب عليها أن تسرع فى دعم اقتصاد الغاز، وتوقع على المسودة النهائية المقررة لكيفية إنتاج وتطوير حقول الغاز، مشيرا إلى أنه ينتظر رد الشركاء فى حقل (ليفياثان)، ثم بعد نحو 30 شهرا من ذلك التعقيب يخرج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو معلنا بدء تصدير الغاز الإسرائيلى إلى مصر بما قيمته 15 مليار دولار قائلاً: "إنه يوم عيد بالنسبة لإسرائيل"، التى سوف تنشئ مدارس ومستشفيات بهذا المبلغ، على حد قوله. وقال سلامة: "بعد كل ما نُشر، وبعد كل ما اطّلع عليه المواطن من حقائق لا تقبل المناقشة، استيقظ خلال الأيام الماضية على أنباء مغايرة تماما، الغاز لإسرائيل، ملكية الحقول لإسرائيل، مصر سوف تشترى الغاز من إسرائيل، الإعلان الرسمى عن الصفقة أيضا كان من إسرائيل، وكأن جغرافية البحر المتوسط قد تبدلت بين ليلة وضحاها، وكأن إسرائيل هى الحقيقة الوحيدة فى المنطقة، أما ما هو بخلاف ذلك فكلهم كاذبون.