"المواطنون الشرفاء" أو جيش البلطجية السري، منحهم هذا اللقب السفيه عبد الفتاح السيسي عقب انقلابه على الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في مصر؛ ففي أحد خطاباته التي تلت الانقلاب، طالب السفيه السيسي من وصفهم ب"المواطنين الشرفاء الأمناء" بالخروج إلى الشوارع والميادين لمنحه "تفويضا وأمرا بمحاربة العنف والإرهاب المحتملين". من جهته، نشر المخرج والسيناريست إمام الليثي على صفحته بالفيس بوك، صورة تعود إلى ما بعد انقلاب يوليو 1952، معلقا بالقول: "400 جنيه مصري ثمن هذه الصورة.. مظاهرة رتبها إبراهيم الطحاوي، سكرتير هيئة التحرير، أنشأها عبد الناصر بمساعدة صاوي محمد صاوي، سكرتير عام عمال النقل، للقيام باعتصام للعمال بزعم خوفهم على مكاسب الثورة.. وده بسبب قرارات 25 مارس 1954- تقضي بعودة الحياة النيابية وحل مجلس قيادة انقلاب يوليو 52- اقتراح عبد الناصر- يعني عبد الناصر عمل مظاهرات ضد اقتراح عبد الناصر.. بصوا بقى على الصورة وقولوا رأيكم في المتظاهرين". من جهته يقول الكاتب الصحفي خالد يونس، معلقا على نفس الصورة: "المتظاهرون واضح أنهم مواطنون شرفاء نزلوا من البيت بملابس النوم ومعاهم أطفال الشوارع.. عبد الناصر "ميكس" لكل حاجة والعكس، المهم يحقق أهدافه وخاصة الهدف الأعظم بالقبض على السلطة بكل ما يتاح له من قوة". وتقول صاحبة حساب "أم الأحرار": "اتعلمت من يناير وعرفت مين الطرف التالت اللي بيسعى لقتل الثورة والوقيعة بين الشعب وبعضه ومين اللي بيقتل باسم المواطنين الشرفاء.. يسقط يسقط حكم العسكر". إنتاج عبد الناصر ما زال الجدل حول شخصية جمال عبد الناصر وتبنيه إنتاج جيش البلطجية السري أو ما بات يطلق عليهم "المواطنون الشرفاء"، وكيف رسخت الناصرية الانقلابات العسكرية طريقا واحدا للحكم، وبعدما ورث السفيه السيسي طريقة عبد الناصر في قمع واعتقال وإعدام المصريين، تحدث مساء الإثنين الماضي عن عبد الناصر، مؤكدًا أن تأثيره امتد لباقي الدول العربية، وأنه ملتزم باستكمال مسيرته وخاصة ما يتعلق بمصالح مصر وسلامة أراضيها!. وعلق الكاتب الصحفي حسن البحيري، مؤكدا أن كلا من عبد الناصر والسيسي وجهان لعملة واحدة فيما يتعلق بمحاربة الفكرة الإسلامية والقضاء علي تطلعات الشعوب في الحرية والتقدم، وقال إنهما اتفقا على التنازل عن الأرض، فعبد الناصر تنازل عن السودان طواعية ثم سيناء وغزة بعد الاحتلال الصهيوني لهما في 1967، أما السيسي فقد تنازل طواعية عن تيران وصنافير لصالح السعودية. وأوضح أن القضية ليست في شخصية السيسي أو عبد الناصر وإنما في التوجهات الفكرية التي يحملها كل منهما، ما يجعلهما امتدادًا لبعضهما مع الاختلاف في الإمكانيات والقدرات والقبول، وهي المواصفات التي تذهب دون عناء لصالح عبد الناصر. وأردف "لذلك عندما جاءت الفرصة للشعوب لكي تقول كلمتها بعد الربيع العربي كان الاختيار هو الفكرة الإسلامية، وبالتالي عاد ظل عبد الناصر مرة أخرى من خلال الانقلابات التي جرت في مصر وليبيا ومساهمة جيش علي عبد الله صالح في بداية انقلاب الحوثيين في اليمن". استغلهم السيسي وفي كل المظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري، كانت مجموعات مسلحة تعتدي على المتظاهرين، ولم تسلم منهم حتى الوقفات الاحتجاجية التي كانت تنظمها فئات خاصة منها نقابة الصحفيين، على سبيل المثال، فقد باغتها "مواطنون شرفاء" حاملين مكبرات الصوت ومرددين هتافات تهدف إلا التشويش ولفت الأنظار. ولا ينسى النشطاء في مصر وقفة تضامنية مع أمهات المختفين قسريا، عندما علا هتاف "عبده بسكلته" على هتاف الناشطة والإعلامية مروة أبو زيد، فاضطرت لبذل كل طاقات حنجرتها أملا في أن يسمع العابرون صوتها وأنات رفيقاتها. المثير أنه من بين "المواطنين الشرفاء" من اضطر لأداء هذا الدور، حيث كانت سلطات الانقلاب تلقي القبض عليهم في قضايا حقيقية أو مفتعلة، لتجري مقايضتهم مقابل حريتهم بالهجوم على الوقفات والمسيرات الاحتجاجية ضد الانقلاب، ويؤكد أحد المعتقلين أنه التقى في حجز القسم واحدا ممن كانوا يعتدون عليه وعلى الآخرين في المسيرات، فاعترف له بأنه "تاب"، ولأنه معروف لدى المباحث فقد أصبح صيدا سهلا لها تتلقفه كلما احتاجت لمقايضته، إما أن تنزل للضرب في الإخوان، وإما تهمة جديدة عقوبتها السجن خمس سنوات، فاضطر لمسايرتهم".