شهدت، ليلة أمس، من اعتصام "الشرعية خط أحمر" في محيط ميدان رابعة العدوية بشارعيه "النصر والطيران" أول مبيت من نوعه في تاريخ الثورة المصرية، حيث فاق عدد المعتصمين مليون معتصم. هذا الرقم المشهود لم يحدث منذ عرفت ميادين مصر الاعتصامات في يناير 2011 المشهد الأبرز في هذا الاعتصام كانت الجماهير التي اصطفت خلف الطبيب الداعية خالد أبو شادي الذي أبكى قلوب المعتصمين قبل عيونهم، وهز مشاعرهم خلال ركعات التهجد التي أمهم فيها لتكون زادا وبداية لصباح يوم جديد. واللافت للنظر، انضمام الباعة الجائلين إلى المتهجدين، مما عطر أجواء ميدان رابعة العدوية بروح ثورة متجددة تنادي بالحفاظ على الشرعية المنتخبة. وكالعادة ختم المعتصمون يومهم بالطوابير الرياضية والأناشيد الحماسية "لبيك إسلام البطولة كلنا نفدي الحما.. لبيك واجعل من جماجمنا لعزك سلما". كما سادت أجواء الحوار والنقاش الهادئة بين حلقات المعتصمين بعد منتصف ليل الأحد، فيما سادت حالة من الهدوء لدى اللجان الشعبية المؤمنة للميدان، بعد ليلتين من محاولات اقتحام ميدان رابعة العدوية بإطلاق الرصاص على المعتصمين. وسادت روح التكافل والتعاون بين المعتصمين، فبعضهم يقوم بتوزيع المشروبات على رفاقه، والآخر يقوم بتوزيع بعض المسليات والمقرمشات، وآخر يقدم المياه والمثلجات، فيما سطعت سماء ميدان رابعة العدوية، الحدث الأبرز خلال هذه الليلة المشهودة، حينما دقت الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل؛ لتشهد انطلاقة عام جديد لولاية الرئيس محمد مرسي، حيث أضاءت الألعاب النارية سماء الميدان وتبادل المعتصمون الحلوى احتفالا بهذه المناسبة. فيما كان احتفال المنصة أكثر إثارة، حيث خصص التحالف الوطني لدعم الشرعية "تورتة" العام الأول لولاية مرسي رئاسة الجمهورية، حيث قام ممثلو الاتحاد بإشعال سبع شمعات في رسالة للمعارضين أنه سيكمل مدته الرئاسية كاملة لدورتين متعاقبتين . وفي قلب ميدان رابعة العدوية، وقف منصور الصعيدي من محافظة سوهاج، يلوح بعصاه الخشبية هاتفا "حرية وعدالة .. بيأيد مرسي صعايدة رجالة " . وفي الأطراف المترامية في الميدان وقفت السيدة فوزية هي زوجها علي تبيع "عصير البرتقال" وهي تقول "ربنا معاك يا مرسي" .. فحينما سألناها أتهتفين لأنك متواجدة بداخل ميدان يحتشد بمؤيدين للرئيس مرسي .. فقاطعتنا "أهتف من أجل الرئيس وليس من أجل أن أبيع لمؤيديه في الميدان .. فأنا لولا حبي للرئيس مرسي لما كنت جئت إلى هنا .. وكنت قد ذهبت إلى التحرير . ومن جانبه قال الدكتور أحمد دياب -عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة - إن الشعب المصري لن ينسى دماء الشهداء الذين سقطوا، وسيقتص لهم، مشيرا إلى أن الثورة سوف تستكمل طريقها بهذه الدماء الذكية. وأوضح – في كلمته من على منصة رابعة العدوية في الدقائق الأولى من العام الثاني لحكم الرئيس محمد مرسي – أن الشعب سيستكمل مسيرة الشرعية رغم أنف الفلول، وخاطب المعتصمين قائلا: "فلتسجدوا لله شكرا أن اختاركم لأنكم رجال تتظاهرون ضد الفساد والخروج على الشرعية المنتخبة، وسنظل صامدين على سلميتنا من أجل الحفاظ على الشرعية التي اختارها الشعب".