* أزمة العمالة المصرية تم حلها مقابل زيادة حصة الغاز * نقوم حاليا بمراجعات فكرية لبحث جدوى مقاطعة الانتخابات النيابية * الإخوان يرون أن الإصلاحات التى قام بها النظام غير كافية ويطالبون بالمزيد * المسارات الإصلاحية لا تؤخذ دفعة واحدة وإنما تحتاج إلى عمل تدريجى * نصف مواد الدستور عدلت لكنها ليست كافية * الإخوان يمارسون دورهم فى المعارضة الإيجابية ويعلنون أنهم يريدون إصلاح النظام لا إسقاطه * النظام يعرف أن مصلحته فى بقاء الإخوان ويعتبرها صمام أمان للقوى الإسلامية * النظام فى وقت من الأوقات كان يريد أن يتولى الإخوان الوزارة بالكامل لكن الجماعة رأت عدم المشاركة * ندعم إخواننا السوريين إغاثيا وهناك مليون وربع سورى على الأراضى الأردنية كشف د. عبد المجيد الذنيبات -المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن- عن مراجعات فكرية داخل الجماعة، لبحث جدوى مقاطعتها للانتخابات النيابية الأخيرة، وماهية المكاسب والخسائر التى صاحبت هذا القرار، متوقعا ألا يدخل الإخوان فى شراكة حقيقية مع النظام فى الوقت الحالى. وقال الذنيبات، فى حوار مع "الحرية والعدالة"، خلال زيارته لمصر: إن إخوان الأردن لم يطالبوا بإسقاط النظام، وإنما يسعون لإصلاحه، ويضغطون بكل ما يستطيعون من أجل الحصول على تعديلات دستورية وتشريعية، وهو ما نجحوا فيه جزئيا وينتظرون المزيد. وأشار إلى أن أزمة العمالة المصرية كانت بسبب نقص الغاز المصرى المصدر إلى الأردن، وأنه تم حل الأزمة بتزويد الكمية، مؤكدا أن الأزمة السورية هى التى تحكم العلاقات العربية الآن، مشيرا إلى أن السوريين يعاملون كمواطنين أردنيين دون تفرقة.. مزيد من التفاصيل فى نص الحوار: * رئيس الوزراء الأردنى الأسبق معروف البخيت تحدث عن إفشال مخطط إخوانى لاستعادة تجربة ميدان التحرير بالأردن.. فما حقيقة ذلك؟ فى الحقيقة الإخوان عندما أرادوا الخروج، أعلنوا أن فعالياتهم ستكون سلمية، ويمارسون دورهم فى المعارضة الإيجابية وليست السلبية، معلنين أنهم لا يريدون إزالة النظام أو إسقاطه، وإنما إصلاحه، كما أنهم يعلنون عدة مطالب إصلاحية تتعلق بالدستور والإدارة العامة للبلاد. بطبيعة الحال فإن خصوم الجماعة يحاولون النيل منها، ويحاولون اتهامها بمثل هذه الاتهامات من أجل الإيقاع بها، وحشد معارضة شعبية ضدها، ولكن بفضل الله الجماعة لها تمثيل جيد وكبير عند الجماهير، وثقة الجماهير بها بأنها جماعة محترمة تسعى إلى بناء الدولة كبيرة. * هل أحداث معان الأخيرة تنذر بتوتر جديد؟ أحداث معان تعد سلسلة من مظاهرات فئوية ترفع مطالب محدودة، نتيجة تجاوزات أمنية أحيانا على بعض الأنشطة العامة، ولكنها تبقى فى الحدود المأمونة، ولم تخرج خارج السيطرة. * كيف ترى إصلاحات النظام فى ظل مقاطعة المعارضة للانتخابات ودعواتها لمقاطعة الانتخابات البلدية القادمة، وفى ظل عدم سماع النظام آراء تعديل قانون الانتخابات؟ أعتقد أن المسارات الإصلاحية لا تؤخذ دفعة واحدة، وإنما تحتاج إلى عمل تدريجى، وأعتقد أن ما حدث من تعديلات دستورية أمر طيب، ولكنها ليست كافية وتتطلب المزيد، خصوصا فيما يتعلق بالمواد (33 و34) المتعلقة بصلاحيات الملك، وقد كان أحد مطالب الإخوان. ونصف مواد الدستور عدلت وبإيجابية، ولكنها ليست كافية، لكن هناك خطوات تدريجية لتهيئة الأجواء العامة والسياسية والشعبية من أجل تقبل هذه الإصلاحات، فما حدث حقيقة من إصلاحات فى بناء الدولة الداخلى والخارجى غير كاف من وجهة نظر الإخوان، وهم يطالبون بالمزيد. * لماذا تغير سقف مطالب الإخوان فى الأردن عن نظرائه فى الربيع العربى؟ هناك تناغم حقيقى بين الإخوان والنظام فى الأردن، فالإخوان يعرفون حجمهم، ولذلك رفعوا شعار الإصلاح، والنظام أيضا يعرف جيدا أن مصلحته فى بقاء الإخوان، لأنهم يعتبرون صمام أمان للقوى الإسلامية، ويستوعب الأنشطة والثقافة الإسلامية والتوجه الدينى العام، مخافة أن يشتط هذا التوجه العام نحو التطرف الذى لا يحمد عقباه. مصلحة النظام فى بقاء الإخوان ضمن الإطار الإصلاحى العام، فهناك حقيقة مصلحة متبادلة ببقاء الإخوان والنظام سويا. * هل ترى أن تركيبة البرلمان الحالى قادرة على الإصلاح؟ فى الحقيقة لا توجد معارضة حقيقية داخل المجلس، وإنما هناك أصوات فردية منها عشائرية، يحاول كل منهم إعطاء رسالة إلى الشعب الأردنى أن هذا المجلس ليس مواليا بالكامل للنظام، وإنما به معارضة، وهو ما نجده بين الحين والآخر فى معارضة قوية للحكومة، حتى وصلت للمطالبة بإسقاط الحكومة، ولأول مرة فى تاريخ المجلس النيابى يحوز رئيس الوزراء على ثقة ضعيفة جدا، ليعطى رسالة للشعب أن المجلس ليس ضعيفا. * ولكن قيل إن هذه الثقة الضعيفة بسبب رفض رئيس الوزراء "توزير" بعض القبائل والعشائر؟ رئيس الوزراء قلل عدد الوزراء من 30 وزيرا إلى 16 أو 17 وزيرا فقط، وأسند 3 وزارات أحيانا إلى وزير واحد، وبحسب قوله تم حجب هذه الوزارات للمشاركة الحزبية، وحتى يشارك النواب فى الوزارة، وكان هذا سببا من أسباب الرفض. ولكن أعلن رئيس الوزراء أنه قريبا سيتم إعادة الوزارات إلى عددها الطبيعى ويشرك عددا أكبر من القوى الوطنية، ولكن بعيدا عن الإخوان. * هل ترى أن الإخوان ستتجه نحو المعارضة أم ستعود مرة أخرى إلى التهدئة مع النظام؟ أعتقد أن هناك مراجعة داخلية بالجماعة لتقييم أمر المقاطعة، ومدى الاستفادة والخسارة داخليا وخارجيا، وهناك من يرى أننا كسبنا إجبار النظام بتقديم تنازلات سياسية للمقاطعين وعلى رأسهم الإخوان، وهناك من يرى أننا خسرنا مواقعنا التى يجب أن نكون فيها وهى المعارضة من خلال وجودنا فى المجلس النيابى من إصدار تشريعات ومراقبة وزارات وإصلاح نظام. * ألا تعتقد أن النظام تأخر فى إصدار إشارات للمصالحة مع الجماعة؟ النظام كان راغبا فى مشاركة الإخوان، حتى إنه فى وقت من الأوقات كان يريد أن يتولى الإخوان الوزارة بالكامل، لكن ظروف ورؤية الجماعة رأت أن المصلحة هى عدم المشاركة، وفى ذلك تقدير قد نختلف فيه. * هناك تشابه فى الموقفين المصرى والأردنى.. ووجدنا أول أزمة خارجية للرئيس مرسى كانت مع الأردن بسبب العمالة المصرية؟ أعتقد أن أزمة العمالة المصرية بالأردن كانت بسبب الغاز، فالأردن عانى من انقطاع الغاز المصرى، وهى مشكلة كانت تمس كل فرد فى الأسرة، وارتفعت أنبوبة الغاز إلى الضعف، مما أثر على قطاع كبير، وقلت كمية الغاز الموجودة فى الشارع، وقيل إن مصر هى الأزمة، خصوصا أن الكل يقيس الوضع الآن بما قبل الثورة. الأردن كموقف سياسى قام بالتضييق على العمالة المصرية هناك، وأعتقد أنه جرى شىء من التفاهم، وأوقف التعنت ضد العمالة مقابل زيادة حصة الغاز. أما عن تشابه الموقفين المصريين والأردنى من الثورة السورية، فهذا أمر غير دقيق، وهناك اختلافات، فموقف الأردن هو الموقف الخليجى السعودى، وهو إدامة الصراع فى سوريا، والحلول دون وصول الإسلاميين إلى السلطة، أما فى مصر تريد تغيير النظام بآخر صالح إسلامى. الكلام السياسى الذى يقال فى الغرف المغلقة إن الخليج والسعودية والأردن يريدون تغيير النظام السورى بآخر غير إسلامى أقرب إلى العلمانى، ولا يريدون الإخوان أن يكونوا على رأس المشهد السورى. * كيف ترى سبل تجاوز الأزمة بين البلدين؟ لا بد من تغليب المصلحة العليا للبلدين وللعرب، وتجاوز الخلافات بينهما والتحرر من سطوة أمريكا وإسرائيل، ومن ثم ننظر إلى مصالحنا سويا. * كيف قرأتم فى الأردن موقف الرئيس محمد مرسى من حرب غزة الأخيرة؟ الموقف المصرى الأخير فى الحرب الأخيرة كان موقفا راشدا، وكانت هذه الحرب نقطة تحول كبيرة لإخواننا الفلسطينيين فيما يتعلق بالمعابر والحصار، ونحن ننظر إلى الدور المصرى بترحاب شديد. * نعود إلى الملف السورى، كيف تتعاطون مع الأزمة السورية؟ هناك موقف إخوانى داعم إغاثيا لإخواننا السوريين؛ حيث إن مليونا وربع المليون سورى على الأراضى الأردنية، منهم نصف مليون فى المخيمات، والباقون يعيشون بين عامة الشعب، خصوصا أن إدخال الأردن السوريين لا يحتاج إلى تأشيرة، وسكنهم به لا يحتاج إلى إقامة كما هو الوضع فى مصر الآن. كما تقدم لجان وطنية وإغاثية دعما للسوريين، والإخوان لهم دور مهم فى هذا الأمر بجمع تبرعات والإنفاق على اللاجئين، كما أن لهم دورا إعلاميا كبيرا فى نصرة الشعب السورى.