"لا أوافق على السياسة الخارجية الحالية للبلاد، سنسعى إلى توافق جيد (مع الدول الأجنبية) لتخفيف العقوبات تدريجيا ورفعها بالكامل".. بهذه الكلمات روّج لنفسه المرشح الرئاسي الإيراني "حسن روحانى" والذي أعلنته وزارة الداخلية الإيرانية اليوم السبت رئيسًا للبلاد خلفًا لنجاد. فقد أعلن التلفزيون الرسمي على لسان وزير الداخلية الإيراني "مصطفى محمد نجار" فوز حسن روحاني المحسوب على التيار الإصلاحي في انتخابات الرئاسة في إيران، حيث حصل على نسبة تخطت الخمسين بالمائة ممن صوتوا أمس الجمعة في الانتخابات الرئاسية الحادية عشرة في انتخابات شارك فيها 72% من قرابة 50 مليون شخص ممن لهم حق التصويت. وحظي "روحاني" بدفعة كبيرة الأسبوع الماضي، عندما انسحب المرشح الإصلاحي "محمد رضا عارف"، لصالحه، وأيد حملته الانتخابية الرئيسان السابقان محمد خاتمي وهاشمي رفسنجاني. ويركز "روحاني" على إصلاح علاقات إيران الخارجية واقتصادها الذي تضرر من العقوبات، كما يدعو الرئيس الجديد إلى ميثاق للحقوق المدنية. وروحاني معروف بميله للمصالحة في المحادثات النووية مع القوى العالمية، وهو ما يمثل بارقة أمل للإصلاحيين وقطاع كبير من الإيرانيين يتطلعون إلى مزيد من التعددية السياسية والحريات الاجتماعية وإنهاء عزلة إيران الدولية. وأبدى روحاني بدعواته الجريئة للاعتدال علامات قوية على تحدي أي مرشح يتقدم السباق. ويفتخر روحاني بأنه لعب أدوارا عسكرية مهمة أثناء الحرب العراقية-الإيرانية في الفترة 1980 - 1988 حيث شغل مواقع قيادية من بينها قائد الدفاع الجوي. كما ترأس روحاني ذو الأربعة والستين عاما المجلس الأعلى للأمن القومي في عهد الرئيسين الأسبقين هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي. كما أشرف روحاني على محادثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا وافقت إيران خلالها على تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم في الفترة بين 2003 و2005 انتظارا لمزيد من المفاوضات حول تنازلات اقتصادية من الغرب لم تسفر عن شيء، واستقال روحاني بعد تولي أحمدي نجاد السلطة في عام 2005 واستئناف أنشطة التخصيب. وروحاني متهم بأنه كان متساهلا أكثر من اللازم في المفاوضات وهو انتقاد سعى منافسوه المتشددون لاستغلاله، وقد صرح روحاني من قبل بأن البرنامج النووي الإيراني حقق تقدما أثناء رئاسته للمجلس الأعلى للأمن القومي وأنه نجح في إبعاد البلاد عن مخاطر تعرضها لهجوم.