حسنا فعلت وزارة الأوقاف؛ إذ استجابت لمبادرة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، فخصصت خطبة الجمعة بالمساجد التابعة للوزارة للحديث عن ظاهرة التعاطى والإدمان؛ لذلك تستحق هذه الجمعة بامتياز أن نطلق عليها جمعة التطهير، أى تطهير العقول. ولا أبالغ إن قلت إن التحرك فى هذا الأمر يحقق الكليات الخمس من مقاصد الشريعة؛ وهى: حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، ولهذه الخمس كانت الأوامر والنواهى، لا أقول فى شريعة الإسلام فقط، بل كل شريعة . ففى وقت وصلت فيه نسب تناول ما يمكن أن يطلق عليه مواد مخدرة إلى 3 أفراد من كل 10 وفقا للإحصاءات الرسمية بين من يتناولها على سبيل التجربة أو من اعتاد على تناولها أو من صار مدمنا بالفعل فى وقت كهذا لا يصلح إلا أن يكون لدينا مشروع تنموى نهضوى يتصدى لهذه الظاهرة ويتم الإنفاق عليه، خاصة إذا علمنا أن حجم الإنفاق على المخدرات يبلغ أضعاف ما ينفق على التدخين، ولكن نظرا لأن هذا الوجه من الإنفاق لا يتم فى إطار القانون فلا يوجد حصر له، إلا أن الإنفاق على التدخين يستهلك%6 من دخل الأسرة؛ وهو ما يقارب دخل قناة السويس الذى يبلغ ما يقارب 6 مليارات . فلا يقوم بالتنمية مجتمع يبلغ فيه الإدمان هذه النسبة، خاصة إذا أضفنا لذلك نسبة الأمية المرتفعة، وإن لم نتحرك لمواجهة هذين المرضين الاجتماعيين فليس لنا أن ندعى السعى لتحقيق تنمية حقيقية . ولكى يؤتى العمل لمواجهة ظاهرة الإدمان أثره فلا بد له من أن يوكل العمل له على محاور أولها تقليل العرض سواء الجلب أو الاتجار أو الزراعة، وكذلك محور تقليل الطلب وهو ما يتم بالتوعية الذى يقع على كل المجتمع ومؤسساته بدءا من الأسرة وانتهاء بالوزارات المعنية بتشكيل وعى وإدراك الإنسان، مرورا بمؤسسات المجتمع من مدارس ومؤسسات دينية، والمحور الثالث هو محور العلاج . وكما تشير الإحصاءات الدولية فإن كل دولار ينفق على التوعية والوقاية يوفر 10 دولارات تنفق على العلاج من الإدمان أو مواجهة آثاره . ولا بد كذلك من أجل ألا تضيع هذه الجهود التى تتم الآن أن تتسم بالطابع القومى أى أن تشمل كل مصر سواء جغرافيا أو مؤسساتيا . إن ما نعانيه من سلوك بعض المتجاوزين للقانون ما هو إلا عقاب دنيوى على تقصيرنا فى حقهم من أن يتلقوا من المجتمع والدولة حقهم من التوعية التى هى فى حقيقتها أمر بمعروف أو نهى عن منكر، والذى أبان لنا رسول الله أنه بغيابهما يكون عقاب المولى بأن يشملنا الله بعقاب من عنده. إن يوم الجمعة 21 يونيو لا نريد له أن يكون صرخة فى واد، لذا لا بد من جهد مستمر ومؤسسى؛ لذلك أدعو جميع مؤسسات الدولة المعنية بالظاهرة للتواصل مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى الكائن فى 37 ش المبتديان بالقاهرة أو تليفونيا على أحد الخطين 27945334 - 27945334.