في أول رد فعل على تهديدات بعض مثقفي اليسار باقتحام مكتبه لإجباره على الاستقالة، أعلن د. علاء عبد العزيز وزير الثقافة، أنه لن يتراجع عن دعم الثقافة والفن والإبداع مهما كان الهجوم ضده، مؤكدا أن محاولات الثورة المضادة شغله بحملات شخصية لن تصرفه عن مهمته الرئيسية فى تطهير الفساد المتراكم بالوزارة منذ ربع قرن، وإيصال الدعم إلى شباب المبدعين، بعد أن هيمنت عليه مجموعة من أصحاب المصالح وحرمتهم منه. وقال عبد العزيز- في تصريحات ل"الحرية والعدالة"– "إنني أسأل هؤلاء الذين يقودون الحملة ضدي: ماذا قدمت للشعب المصري؟ فمصر بعد الثورة لا يجب أن تكون أسيرة مجموعة لم تستطع أن توصل الإبداع للمصريين على مدار سنوات طويلة". وأضاف: "الثقافة والفن والإبداع روح مصر التي لم ولن نسمح لأحد باغتيالها معنويا، ومن يظن أنه بمعارك وهمية سيرجع الأمور إلى ما كانت عليه في عهد النظام الذي قامت الثورة ضده فهو يحتاج إلى أن يراجع موقفه ويترك المستقبل للشباب". وتابع: "لسنا في حروب مع الفنون أو الثقافة، بل داعمين لها وكل ما يروج لا يخل من حملة تشويه مستمرة لن توقفنا عن دعم الثقافة والإبداع والفن، نحن باختصار نحارب إهدار المال العام باسم الثقافة والفن، فوزارة الثقافة ملك للمصريين وفي القلب منهم المثقفون والفنانون، وليس للبعض بأي حال إجبارنا على أن نعيش لمصالحهم، فنحن ندافع عن هوية الثقافة المصرية، ولن يرجعنا أحد كائنا من كان عن عودة مكانتها ودعم حقوق العاملين فيها". وأشار وزير الثقافة إلى أن العصور الوسطي وفزاعات الإسلام السياسي باتت ألفاظها وكأنها دمى تحركها مصالح ضيقة ليست في صالح الثقافة المصرية، وقال: "ما يزعمه البعض من إزاحة أو تدمير هي مجرد عناوين براقة ليس لها مضمون لحماية مصالح بعض مثقفي أيام النظام البائد ". وأضاف: "نريد بث روح جديدة في جسد الثقافة الذي أماته البعض عمدا على مدار سنوات طويلة، ومكتبي مفتوح للجميع، ودعم ثقافة مصر وفنها هو أساس أي حوار، ومستعدون لاستقبال رؤى من كافة الأطياف المصرية بشأن دعم مستقبل الثقافة في مصر. كان عدد من العاملين بالأوبرا وأكاديمية الفنون قد نظموا وقفة أمام مكتب الوزير بقيادة الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة الكتاب المنتهى انتدابه، والدكتور سامح مهران رئيس الأكاديمية، وقاموا بمحاصرة جميع أبواب مكتب الوزير، ومنعوا العاملين في مكتب الوزير من مغادرة الوزارة عقب انتهاء مواعيد العمل الرسمية. واستنكرت حركة (مبدعون من أجل الثورة) "السلوك الهمجي الذي صدر عن بعض المنتفعين من المثقفين" ضد وزير الثقافة، وتهديدهم باقتحام مكتبه إذا لم يتقدم باستقالته، مؤكدة أن هذا السلوك ينم عن انهيار قيمي لدى تلك النخب وتحولها إلى مجموعات من البلطجية.