لا يكف المرشح الرئاسى الخاسر أحمد شفيق عن إطلاق كلمات غير مسئولة وترديد أكاذيب هو يعلم جيدا أنها محض خيال. الرجل المصاب بعقدة الهزيمة لا يحترم سنه ومناصبه التى تولاها سابقا، ويبدو أنه لا يريد أن يختم مشوار عمره بذكرى طيبة، بل يوسع من حجم "الهرتلات" غير المسئولة كلما لاحت له فرصة. تحول الرجل إلى آلة كلام وثرثرة، وأصبح شغله الشاغل هو الهجوم على الرئيس محمد مرسى والإخوان المسلمين، يساعده فى ذلك مَن وفروا له المأوى وحالوا بينه وبين المثول أمام العدالة فى قضايا تورط فيها فى أثناء كان مسئولا بارزا فى النظام السابق. لا نعرف تحديدا مَن يبرم اتفاقات شفيق مع الفضائيات والصحف؟ ومن يدير ملفه الإعلامى؟.. لكننا نعرف جيدا كمّ السقطات والأكاذيب والتجاوزات فى كلام شفيق، ونعرف كيف أصبح جزءا من منظومة تعمل على تخريب مصر. ما ينشر حاليا فى سلسلة المقابلات التى تجريها جريدة الحياة اللندنية، يسير فى هذا السياق، ومن الواضح أن ثمة اتفاقا مع "الحياة" على أن يروى شفيق ذكرياته عن الثورة المصرية بأريحية تامة وبإسهاب كبير، لكن مقابل كم؟ وبأى هدف؟ شفيق لم يكف عن ترديد مقولاته المستهلكة وأسطواناته المشروخة عن الإخوان المسلمين فى أحاديثه ل"الحياة"، وكان من بين ما قال على مدى حلقتين فقط: - "إن الإخوان المسلمين كانوا على علاقة طيبة وسلسة مع النظام السابق". - "أنا أرى أن هناك ثورة فى مصر اليوم، إذ لا تمضى ست ساعات من دون تفاعل فى الشارع، إضراب هنا... وقطع طرق هناك". - "الشباب الذين قاموا ب"ثورة 25 يناير"، كانوا دعوا عبر ال"فيسبوك" إلى الاعتصام أمام دار القضاء العالى للمطالبة بحل مجلس الشعب وإعادة الانتخابات.. ثم كبرت المطالب، ولم يكن مخططا من قبل من افتتحوا الاحتجاجات لما حدث لاحقا فى ميدان التحرير.. واستمرت العملية حتى جاء يوم 28 يناير 2011، وانسحبت الشرطة فدخل "الإخوان"، ولحق بهم "الحمساويون" وهذا ما ندفع ثمنه اليوم.. فلقد كان لها دور تدميرى، ودور المعاونة فى القتل. أنا لا أقصد "حماس" كتنظيم، ولكن كعناصر جاءوا إلى مصر، دخلوا وأسهموا فى فتح السجون أيضا". - "حماس" هى التى حررت محمد مرسى من سجنه حيث وصل أكثر من 50 "ميكروباصا"، يضم كل منها من 7 إلى 8 أفراد مسلحين.. وكانوا يحملون هواتف "الثريا" للاتصال عبر الأقمار الاصطناعية. وقد اتصل مرسى بقناة "الجزيرة"، عبر هاتف "الثريا"، ليبلغ مشاهديها بخروجه من السجن. - فى "موقعة الجمل".. وفيلم الفيديو "الذى صور الواقعة" موجود،.. وعند الحادية عشرة ليلا، بدأت قنابل المولوتوف المشتعلة تنزل على رءوس المتظاهرين.. كانت الليلة ملتهبة.. وقد تابعتها من منزلى على شاشات التليفزيون، كاميرات الفيديو التى كانت تحملها طائرات "الجازيل" فوق السطوح أظهرت أن "الإخوان" وأصدقاءهم من أصحاب "اللحى" هم الذين أطلقوا القنابل. وقيل إنه كان هناك ليزر أخضر، ومعروف أنه لم يكن الليزر الأخضر موجودا فى مصر حينها. - فى انتخابات مجلس الشعب عام 2005، فاز الإخوان ب88 عضوا، ثم أسقطوهم فى المرحلة الثالثة، وأنا شخصيا لم يكن لدى مانع فى أن يكون ل"الإخوان" فى الانتخابات التالية 2010 188 عضوا فى مجلس الشعب من أصل 500 عضو، ليكون ذلك متنفسا لهم، وكان هناك تنسيق معهم فى انتخابات 2010، واتفق بناء عليه أن يكون ل"الإخوان" 45 عضوا فى المجلس! مثل هذا الكلام الذى لا يتورع شفيق عن قوله فى كل مناسبة، والذى سيكون شهادة مزيفة تحسب عليه تاريخيا، لا يمكن أن يكون لرجل مسئول أو كان مسئولا فى يوم ما؛ لأنه يفتقد إلى المنطق ويعتمد الكذب منهجا، ويبرز حالة الكراهية و"التجييش" ضد الرئيس والإخوان، ولا يمكن معه إلا أن نطالب شفيق بأن يثبت صحة ما يقول بأدلة قاطعة أو يكف عن هذا الهَذَيان.