لا أعرف د. عبد الله بدر، وإن كنت لست من المعجبين بما يثيره من آراء، ولا أتفق معه فيما يذهب إليه لأننى من المؤمنين بأننا "دعاة ولسنا قضاة"، ووظيفة الداعية البحث عن مناطق الخير فى النفوس حيث يعتقد الناس ألا خير فيها. ومع ذلك فقد شاهدت حفلة إعلامية أقامتها بعض المواقع الإخبارية شماتة فى الرجل الذى سجن فى امرأة ليست بعيدة عن النقد وليست فوقه؛ لأنها وبصراحة ولو عاد الزمان بنا لعلمنا أن كثيرا من أهل العلم كانوا يرون بفساد شهادة المغنين والمطربين؛ لأنهم ليسوا أهل ثقة، وهذا أفضل وصف فى زمن يتم فيه ضبط الفنانين والفنانات فى أحوال لا يرضى عنها الله ولا رسوله ولا الذوق العام. أقامت المواقع الإخبارية الصفراء والحمراء يوم الأربعاء حفلة عناوين بمناسبة تسليم الدكتور بدر نفسه للشرطة وبمناسبة دخوله باب السجن وبمناسبة أى شىء آخر؛ شماتة فى رجل نال حكما قضائيا فاحترمه وقدم نفسه راضيا لتنفيذ الحكم. فى الوقت نفسه تقيم هذه المواقع مآتم عزاء بسبب استدعاء -مجرد استدعاء- بعض المهرجين والبلطجية للمثول أمام النائب العام؛ لأنهم إما خرجوا على القانون وإما تعدوا حدود الحرية الشخصية، بل إن بعضهم لا يزال يفتخر بأنه يشتم الرئيس ولم تطاله يد العدالة ولم يحكم عليه، كما فعل بعبد الله بدر الذى حوكم وأبرم على حكمه فى ظرف زمنى ليس بالطويل، بينما البقية يواصلون اعتداءاتهم على المنشآت ويجدون من يساندهم ويشايعهم ويوصفون بالأحرار.. ولا أدرى لماذا لم يصفوا عبد الله بدر بالحر؛ لأنه قال رأيه فى بلد حر؟. احترام القضاء واجب على الجميع حين يكون الحكم لك أو عليك، إما أن يتحول القضاء إلى منصة سياسية تقصى الخصوم وتدنى المحبين فهذا ليس بقضاء ومع ذلك سنظل نحترم أحكام القضاء وندعو الآخرين لاحترام تلك الأحكام ولا يقولون عنها إنها أحكام النظام حين تنال بعضهم لسوء خلقه وقلة أدبه وكثيرا ما يفعلون. إلهام شاهين ليست بريئة من العيب، وحتما ستجد من يأتى بها إلى القضاء؛ لأنها كثيرة الكلام والغلط ليس فى أفلامها، فهذا خارج نطاق موضوع المقال وربما نفرغ له مقالا قريبا نستعرض فيه رأى نقاد الفن أنفسهم وليس رأى أهل الفقه والدين. أفزعنى مشهد عبد الله بدر فى الصور التى نشرها اليوم السابع وأتمنى لو قبل طلب العفو الذى تقدم به المحامى ممدوح إسماعيل، وأعتقد أن بيد النائب العام العفو عن رجل أخطأ واعتذر، ولكن المحكمة رفضت؛ انتصارا للفن والفنانات.