فى مثل هذا التوقيت من كل عام أحاول الانتهاء من بعض أوراقى الخاصة للعمل فى السعودية كسائق طوال شهر رمضان حتى انتهاء موسم الحج، وفى أثناء رحلة العمل أنوى القيام بأداء العمرة، فهل تصح لى رغم أنى أسافر من أجل العمل؟ يجيب عن هذه الاستشارة، الشيخ محمود القلعاوى، عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، فيقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخى السائل الكريم، لا شك أن العمرة من الأعمال التى لها فضل عظيم، ومما ورد فى ذلك ما رواه أبو هُرَيْرَةَ رَضِى اللهُ عَنهُ أن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إلا الجَنَّةُ»، متفق عليه، وصح فى الحديث عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الغازى فى سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم"، رواه ابن ماجه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد والذهب والفضة"، رواه أحمد وغيره. أما العمرة فى رمضان فلها مزية ليست فى غيره، فقد وردت عدة أحاديث فى بيان فضلها وثوابها، وأنها تعدل حجة فى الأجر والثواب، ففى الصحيحين من حديث ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى صلى الله عليه وسلم قال لأم سنان الأنصارية، حين لم يكتب لها الحج معه صلى الله عليه وسلم: "فعمرة فى رمضان تقضى حجة أو حجة معى".. أما عن سؤالك فيجوز العمرة فى أثناء عملك كسائق لقوله تعالى: "لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ".. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.