"الأمعاء الخاوية" طريق الأسرى لانتزاع حقوقهم الانقسام طارئ وتعثر المصالحة يعود لتشبث فتح بخيار التفاوض الاحتلال يستخدم أساليب وحشية لانتزاع الاعترافات.. أشهرها "الشبح" أكد القائد القسامى المحرر "زاهر على موسى جبرين" أن الإضراب عن الطعام هو وسيلة الأسرى للحصول على حقوقهم المسلوبة فى سجون الاحتلال، وأن الإضراب الذى بدأه الأسرى فى ذكرى يوم الأسير للتضامن مع الأسير سامر العيساوى المضرب عن الطعام منذ 260 يوما معركة ضمن حرب الأمعاء الخاوية التى يخوضها الأسرى لإجبار الاحتلال على إعطائهم حقوقهم. وقال القائد القسامى -فى حوار مع الحرية والعدالة-: إن "الأساليب التى يستخدمها الاحتلال لانتزاع الاعترافات من الأسرى كثيرة ومتنوعة تبدأ فور الاعتقال؛ حيث يتم الضغط عليه ويتعرض لتعذيب قاس، بجانب استخدام أساليب نفسيه صعبة أبرزها اعتقال والديه، لكن أكثرها شراسة على الأسرى طريقة تسمى "الشبح" وتشمل حرمان الأسير من النوم لأيام طويلة وهو معصوب العينين والقدمين والرجلين ومغطى الرأس بكيس رائحته قذرة جدا، وتشغيل موسيقى صاخبة لتدميره نفسيا ودفعه للاعتراف. فيما يلى نص الحوار.. • تتحدث الكثير من التقارير عن أساليب وحشية يستخدمها الاحتلال لانتزاع الاعترافات من الأسرى، ما أبرز هذه الأساليب اللاإنسانية؟ منذ الاعتقال يتم الضغط على الأسير ويتعرض لتعذيب قاس جدا لدفعه للاعتراف، بجانب استخدام أساليب نفسية صعبة على الأسير؛ من بينها اعتقال أعضاء من عائلته مثل والديه أو إخوته لكى يعترف، لكن بفضل الله الأسرى يصمدون فى وجه هذا التعذيب النفسى، ثم ينتقلون بعد ذلك لاستخدام أساليب أخرى على رأسها الشبح ومنع الأسير من النوم لأيام طويلة؛ حيث يضعونه فى غرفة عالية التبريد يبردونها هم بطريقة علمية حتى تؤثر على خلايا الدماغ ثم ينقلونه لغرفة أخرى ولكن على النقيض ساخنة جدا، وهذا الأسلوب يستخدمونه تباعا. وكذلك يمنعون الأسير من النوم لأسابيع طويلة ويظل واقفا معصوب اليدين والرجلين والعينين ويوضع على رأسه كيس تكون رائحته صعبة جدا وقذرة جدا؛ وهم يفعلون ذلك عن قصد حتى يؤثروا فى نفسية الأسير ويجعلونه ينهار ويعترف، وأيضا يستخدمون الموسيقى الصاخبة التى تستمر أيضا لأسابيع وأكثرها ضراوة تلك التى تبدأ هادئة ثم تعلو مرة واحدة بشكل يخرق أذن الأسير ويتلف سمعه. وأيضا هناك التعذيب الجسدى الذى لا تستطيع الكلمات وصفه، وكذلك هناك أسلوب الهز وهو ما يقدم عليه المحقق خلال التحقيق؛ حيث يمسك الأسير ويهزه بعنف ويضربه، وغيرها كثير من الأساليب ووسائل التعذيب والتى لو سردناها سوف تستغرق أياما طويلة، فهذا العدو مجرم ليس لديه أدنى أخلاق. • كيف ترى تأثير الربيع العربى على أوضاع الأسرى الفلسطينيين؟ لولا الربيع العربى لما تمت "صفقة وفاء الأحرار" التى كانت إحدى ثمار هذا الربيع، خاصة أنه كان هناك منع من مصر لإتمام هذه الصفقة وعرقلتها بأى شكل من الأشكال؛ فنظام مبارك كان غير مرتاح للإنجازات التى تحققها حماس، وكان يميل أكثر لمشروع السلطة الفلسطينية ورئيسها أبو مازن الذى يختار نهج التفاوض والإفراج عن المعتقلين عن طريق التفاوض. كما أن الربيع العربى ساعد إخواننا الذين بدءوا إضرابا عن الطعام عقب صفقة "وفاء الأحرار" سموه إضراب "الحرية والكرامة" للحصول على حقوقهم الضائعة فى سجون الاحتلال، ولولا دعم الشعوب العربية لهذا الإضراب وخشية الاحتلال من تأثير هذا الدعم لما نجح المضربون فى الحصول على حقوقهم. • كيف أثر الانقسام السياسى الفلسطينى على الأسرى؟ الانقسام شىء طارئ على الشعب الفلسطينى؛ فنحن شعب واحد موحد ونحن إخوة، ففى كل بيت فى فلسطينى هناك شخص فتحاوى وشخص حمساوى وآخر من الفصائل الأخرى، وقد أثر علينا الانقسام بأن الاحتلال كان يزيد من تعنته وضغوطه على الأسرى التابعين لحماس وكان يقلل من الامتيازات التى منحت لهم مثل منع الزيارات؛ حتى ترضخ حماس، والسبب الأساسى لهذه الانقسام كما قلنا وجود خطين ومشروعين مختلفين فى فلسطين لتحرير الأرض والأسرى خط مقاوم وخط تفاوضى. • تخوض فتح وحماس حاليا غمار مفاوضات بشأن المصالحة ولكن هذه العملية متعثرة.. برأيك لماذا؟ نحن فى حماس نسعى بكل قوة لإتمام هذه المصالحة ورأب الصدع، لكن على الطرف الآخر هناك عراقيل توضع فى طريق المصالحة، فالكثير من الأطراف الدولية يضغط على السلطة الفلسطينية لعدم إتمام المصالحة، ويستخدمون ورقة الأموال؛ حيث يفرضون حصارا خانقا ماليا على السلطة ويهددونها بزيادة هذا الحصار إذا تم التوصل لاتفاق مع حماس، ومن ثم انتهاء حالة الانقسام التى يعيشها الشارع الفلسطينى، بجانب أن هناك عددا من الإخوة داخل حركة فتح لديهم قناعات بأن التفاوض هو الطريق الرئيسى للوصول لتحرير الأرض وإطلاق سراح المعتقلين. وأعتقد أن إمكانية التوصل لاتفاق بعيد المنال فى الوقت الحالى لأن الخيار الوحيد الآن أمام الشعب الفلسطينى للتحرير هو المقاومة وهذا المشروع لا يحظى بقبول الطرف الآخر الذى لم يجن من 20 عاما من المفاوضات إلا المستوطنات وتقسيم الضفة وتهويد القدس ومع ذلك يصر عليه، لذلك فالفجوة بين الطرفين كبيرة جدا ومن الصعب حصول تقارب فى ظل تشبث كل طرف بمواقفه. • وما تأثير إضرابات الأسرى الفلسطينيين؟ نحن ليس لدينا أى خيار آخر؛ نحن أكثر ناس تحب الحياة ولكن ليست أى حياة، نحن قاتلنا من أجل حرية وكرامة هذا الشعب من أجل تحرير هذه الأرض المباركة، لذلك نحن نريد حياة كريمة لا يشوبها الذل أو المهانة ومن أجل تلك الحياة على استعداد لبذل الغالى والنفيس من أجل ذلك بما فيها أرواحنا، فالاحتلال لم يكن يعطينا فى السجون أى شىء لا دفاتر ولا تعليم ولا حتى "فرشة" ننام عليها. أما الآن -بفضل الله- وجهود إخواننا الأسرى وإضرابهم فقد تمكنا من الحصول على الكثير من الحقوق؛ فلدينا الآن تليفزيون وتعليم، وغيرهما من المميزات. وعقب إتمام صفقة وفاء الأحرار، اعتقدت قوات الاحتلال أن هناك حالة من الإحباط تسود المعتقلات التى تبقى فيها نحو 5 آلاف أسير لذلك سعت لنزع بعض الحقوق، لكن الإضرابات التى خاضها إخواننا الأسرى ومعركة الأمعاء الخاوية، تمكنوا من إرجاع كافة الحقوق وزادوا عليها بإخراج إخواننا المعتقلين من الحبس الانفرادى. وما فعله إخواننا الأسرى منذ بدأ إضراب التضامن مع الأسير سامر العيساوى المضرب منذ 260 يوما للإفراج عنه، معركة من حرب الأمعاء الخاوية التى يخوضها الأسرى للحصول على حقوقهم المسلوبة. فالاحتلال مجرم لأقصى مدى ونحن نشن ضدهم معركة شرسة تسمى "الأمعاء الخاوية" وكل انتصار نحققه يضاف إلينا فكل ورقة أو شوكة نحصل عليها تعزز حياة الأسرى الكريمة، فأول إضراب عن الطعام بدأه الأسرى عام 1986، كما أن الاحتلال يجرب علينا الأدوية قبل أن تنزل فى الأسواق الإسرائيلية، وهذا بشهادتهم هم وليس نحن، وكان عضو بالكنيست الإسرائيلى طرح هذا الموضوع واعترض عليه ونشرته الصحف الإسرائيلية يفيد بأن مصلحة السجون الإسرائيلية لديها برنامج لتجريب كل الأدوية قبل نزولها الأسواق الإسرائيلية على المرضى الفلسطينيين ونحن لم نكن نعلم ذلك.