تباينت رؤى الصحف الأمريكية حول الأزمة المتصاعدة فى شبه الجزيرة الكورية، وفيما حذرت بعضها من مغبة اندلاع حرب نووية مدمرة فى شبه الجزيرة الكورية، وأنه لا يوجد مخرج للأزمة المتفاقمة، اعتبر البعض الآخر أن الأزمة ستنتهى بإجراء كوريا الشمالية تجربة نووية جديدة كى تعلن الانتصار ومن ثم تعود من حافة الهاوية. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن وزارة الدفاع الأمريكية قولها: إن كوريا الشمالية ربما يكون لديها القدرة على تصنيع رءوس نووية وتحميلها على صواريخ بالستية بعيدة المدى، وحذرت من اندلاع حرب نووية مدمرة فى شبه الجزيرة الكورية وما حولها. وأوضحت الصحيفة أن الرئيس باراك أوباما وجه تحذيرا إلى بيونج يانج لحثها على وقف حالة العداء فى المنطقة، والكف عن التصعيد المتعلق بالبرنامج النووى، مضيفة أن أوباما تعهد باتخاذ بلاده الإجراءات كافة لحماية الشعب الأمريكى، وبالتزام بلاده بمعاهدات الدفاع المشترك مع الحلفاء مثل كوريا الجنوبية واليابان. وأشارت الصحيفة إلى ما أسمته باللعبة الخطيرة للزعيم الكورى الشمالى "كيم جونج أون" فى شبه الجزيرة الكورية، موضحة أن العالم صار يضيق ذرعا بتهديدات الرئيس الشاب، وأنه بلهجته التهديدية المتصاعدة عمل على إغضاب حلفائه فى الصين وروسيا، فضلا عن غضب كل من الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واليابان. وشككت الصحيفة بمضى كيم لتنفيذ تهديداته، وقالت إنه سيجرى تجربة نووية أخرى جديدة؛ كى يعلن الانتصار والعودة من حافة الهاوية. من جانبها، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى قدرة كوريا الشمالية على تصنيع رءوس حربية نووية صغيرة وتحميلها على صواريخ بالستية، مضيفة أن هذا ما يفسر قيام واشنطن بنشر صواريخ اعتراضية مضادة للصورايخ بعيدة المدى فى ولايتى ألاسكا وكاليفورنيا الأمريكيتين، وذلك بهدف حماية الساحل الغربى للولايات المتحدة. وألمحت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" إلى المخاطر النووية الكورية الشمالية المحتملة، وقالت: إن أجواء التوتر تزداد حدة لدى الأوساط السياسية فى واشنطن، وذلك بشأن الكيفية التى يجب على الولاياتالمتحدة من خلالها التعامل مع التهديدات المتصاعدة فى شبه الجزيرة الكورية، مشيرة إلى أنه لا يوجد مخرج للأزمة المتفاقمة فى شبه الجزيرة الكورية. ومن جانبها، تساءلت مجلة "تايم" فيما إذا كان ما يجرى فى شبه الجزيرة الكورية يمثل فتحا واختراقا لصالح كوريا الشمالية؟ أم أنه يعبر عن فشل مخابراتى أمريكى؟ أم كلا الأمرين معا؟ مشيرة إلى أن رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسى رفض الإجابة البارحة عن سؤال بشأن التقييم الذى صرح به رئيس المخابرات الوطنية جيمس كلابر من خلال بيان بخصوص القدرات النووية لكوريا الشمالية، الذى قال الأخير فيه إن التقييم لا يمثل إجماعا لدى كل الأجهزة المخابراتية الأمريكية.