وسط صمت إسلامى وتجاهل دولى، وفى ضوء حملة الاستئصال العرقى التى ينفذها البوذيون المتطرفون ضد مسلمى الروهينجا فى بورما، هاجم عدد من البوذيين البورميين معسكرا لإيواء اللاجئين البورميين من المسلمين الروهينجا فى جزيرة سومطرة الإندونيسية يوم الجمعة الماضى. وأوضح مسئولون إندونيسيون أن مثيرى الشغب استخدموا عصيانا خشبية وسكاكين وقضبانا حديدية فى أعمال العنف التى استمرت ساعتين فى مركز اعتقال خاص بالهجرة غير الشرعية بجزيرة سومطرة الشمالية، التى تُعتبر من المناطق المزدحمة بالسكان ويقطنها الكثير من مسلمى الروهينجيا الفارين من بورما. وأعلن المتحدث باسم الشرطة الإقليمية الإندونيسية "أندرو كسوانتو" أن "أسباب اندلاع العنف غير واضحة، لكنه وقع بعد موجة جديدة من أعمال العنف والاضطهاد ضد المسلمين فى بورما، لا ندرى عدد البوذيين والمسلمين بين القتلى، ولا كيف اندلعت أعمال العنف، وتم نقل الجرحى إلى مستشفى بمنطقة بيلوان". وأضاف: "يؤكد تحقيقنا الأولى أن الضحايا قُتلوا بواسطة أدوات خشبية، وفتحت الشرطة تحقيقا حول كيفية حصول اللاجئين على السكاكين، ونحن نستمر فى التحقيق"، مشيرا إلى أن مركز الاعتقال يأوى 280 لاجئا بورميا". وهربا من العنف والاضطهاد، يفر مئات الآلاف من أقلية الروهينجيا من بورما سنويا على متن قوارب متداعية، طلبا للجوء فى إندونيسيا وتايلاند وماليزيا وبنجلاديش وغيرها، وازداد عدد اللاجئين منذ اضطرابات العام الماضى. وبعدما أعلنت تايلاند المجاورة فى الآونة الأخيرة أنها لن تقبل بعد ذلك بدخول لاجئين بورميين عقب استقبالها عشرات الآلاف خلال الأشهر الماضية، تزايد عدد اللاجئين من مسلمى الروهينجيا الفارين إلى إندونيسيا، خصوصا جزيرة سومطرة، كما أن إندونيسيا نقطة عبور معروفة أيضا لمن يسعون للجوء إلى أستراليا. ويقدر عدد مسلمى الروهينجيا فى بورما أكثر من 800 ألف نسمة يعيشون فى ولاية راخين، وتعتبرهم الأممالمتحدة من الأقليات الأكثر تعرضا للاضطهاد فى العالم، وهم لا يتمتعون بحق المواطنة، حيث تعتبرهم حكومة بورما مهاجرين بصورة غير مشروعة من بنجلاديش، فيما لا تعترف بهم بنجلاديش كمواطنين.