بدأت لجنة خاصة بالفلبين صياغة مسودة مشروع قانون لرسم الخرائط الخاصة بإقليم جديد للمسلمين يسمى "بانجسامورو" يتمتع بالحكم الذاتى فى جنوب الفلبين. جاء ذلك فى إطار اتفاق تاريخى توصلت إليه الحكومة الفلبينية مع ثوار جبهة تحرير مورو الإسلامية الأربعاء الماضى، ويفتح الطريق لإنهاء الصراع المستمر منذ 40 عاما سقط خلاله أكثر من 120 ألف قتيل. ويعتمد الاتفاق خريطة طريق لإقامة منطقة حكم ذاتى بالمناطق التى يشكل فيها المسلمون غالبية، وتكون داخل إطار دولة الفلبين ذات الغالبية الكاثوليكية، ويُطلق على مناطق المسلمين اسم "بانجسامورو"، وهى مناطق فقيرة رغم أنها غنية بالموارد، ويتم إقامة الحكم الذاتى للمسلمين قبل نهاية ولاية الرئيس "بينينو أكينو" عام 2016. وأمام لجنة الانتقال المكونة من 15 عضوا، تم اعتماد مهلة حتى العام القادم لوضع إطار عمل لمنطقة بانجسامورو التى تتكون من 5 أقاليم عانى سكانها المسلمين عقودا من الاضطهاد. لكن اللجنة لا تستطع بدء عملها الحقيقى إلا حين انتهاء المحادثات الموازية التى تجريها "لجان السلام" المقرر أن تبدأ العمل فى ماليزيا الأسبوع القادم، إذ تستضيف ماليزيا منذ عام 2001 مفاوضات للسلام بين الحكومة وجبهة مورو؛ لإنهاء الصراع الذى أسفر عن مقتل 120 ألف شخص ونزوح مليونين. وستضع تلك المحادثات اللمسات النهائية على 4 ملاحق -منها مسائل تتصل بنزع السلاح ومشاركة السلطة واقتسام الثروات- ضمن اتفاق إطارى للسلام وقعته الحكومة مع جبهة تحرير مورو الإسلامية فى أكتوبر الماضى، يقضى بتشكيل كيان جديد ذاتى الحكم يُطلق عليه "بانجسامورو" بحلول 2016. ويقضى الاتفاق بأن يقوم سكان المنطقة التى سيشملها التوسيع بالتصويت على انضمام قراهم إلى منطقة الحكم الذاتى، وذلك فى غضون عام، وسيكون لمنطقة الحكم الذاتى الجديدة والتى تشمل 712 قرية الحصة الأكبر من الموارد الطبيعية الموجودة بداخلها. ومن المعروف أن القرى التى يشملها اتفاق التوسيع تتمتع أساسا بحكم ذاتى بعد الاتفاق الذى كانت الحكومة الفلبينية قد وقعته مع مجموعة إسلامية أخرى وهى جبهة التحرير الوطنية. وقد أعلن مستشار الرئاسة الفيليبينية لشؤون السلام "هرموجينيس اسبرون" أنه من المنتظر أن يبصر الاتفاق النور فعليا أوائل شهر أغسطس المقبل. ورغم أنه لا تزال هناك عقبات، إلا أن هذه الاتفاقية تمثل انفراجة رئيسية فى الثقة بين الحكومة ومقاتلى جبهة تحرير مورو، الذين ينظرون بريبة إلى المحادثات، وتعنى أيضا حل أزمة المسلمين فى الفلبين. وكان الرئيس الفلبينى قد ذكر فى بيان له أن: "هذا الاتفاق الإطارى يمهد الطريق لسلام دائم فى إقليم ميندناو الجنوبى الذى يسكن غالبيته المسلمين، كما يهدف الاتفاق إلى إنشاء كيان سياسى جديد يستحق اسما يرمز ويكرم ويجسد هذا الجزء من بلادنا، وهذا الاسم سيكون بانجسامورو". وقال كبير مفاوضى السلام من الجبهة الإسلامية "مهاجر إقبال": "لن يعمل بعضنا ضد بعض، بل سنعمل معا لحل مشكلة مورو"، حيث تطلق كلمة مورو على المسلمين فى الفلبين". وأضاف أن الثوار باتوا يؤمنون بأهمية العملية السياسية، على الرغم من عدم وضوح الرؤية، إذ تنتهى ولاية الرئيس "بنينو أكينو" عام 2016، وطالب "مهاجر إقبال" النواب بدعم عمل المفوضية التى تسعى إلى تشكيل كيان جديد ذاتى الحكم "يجسد أفكار وطموحات بانجسامورو". وقال أحد أعضاء المفوضية "مولانا الونتو": إن المفوضية تأمل فى الانتهاء من مسودة التشريع لإقليم ميندناو بجنوب الفلبين بحلول عام 2014، وأضاف: "بحلول 2015 نتوقع إنشاء سلطة انتقالية تلغى الإقليم الحالى الذى يتمتع بالحكم الذاتى فى ميندناو الإسلامية". يذكر أن جبهة تحرير مورو الإسلامية خاضت قتالا منذ 1978 عندما انفصلت عن جبهة تحرير مورو الوطنية التى اختارت الحكم الذاتى، ووقعت اتفاقية سلام عام 1996، ودخلت الجبهة مباحثات سلام مع الحكومة منذ عام 1997.