شكوتى باختصار تتمثل فى افتقاد طفلتى ذات 10 أعوام للهمة، وحبها الشديد للكسل فلا أجد لديها المبادرة للتعاون معى أو مع الغير، ولا حتى السعى لتقديم خدماتها –مجرد عرض- لتساعدنى فى الأعمال المنزلية البسيطة، وتتحجج بانشغالها بالمذاكرة أو متابعتها للمسلسل.. حاولت تحفيزها بالكلام وبالمكافآت لكن دون جدوى. ودائما ما تزعم أننى أستغلها دون أختها الصغرى مما يدفعنى للاستغناء عن خدماتها هى وأختها التى بدأت للأسف تقلدها وهذا ما يرهقنى شخصيا، فضلا عن أن شعورى بأن ابنتىَّ غير متعاونتين يزعجنى ويحزننى، وهذا ما أكدته لى أيضا مدرستها، أرجو إرشادى لوسيلة تساعدنى فى الرفع من همتها وتحفزها للتعاون. تجيب عن هذه الاستشارة رغداء بندق، مستشارة اجتماعية، فتقول: أختى الكريمة بداية أحب أن أؤكد لك معلومة مهمة، وهى أن استغناءك عن خدمات ابنتك سيخلق بطلا مضحيا وحيدا فى العائلة وهو "أنت" فقد ترين أنك تريحين نفسك من كسلها وتهربها من أى مساعدة تجاهك، وتوفرين على نفسك عناء الإلحاح والمتابعة، لكنك للأسف أنت بذلك تزرعين بداخلها الأنانية دون وعى. فخلق جو من المساعدة بالبيت ينمى فكرة المشاركة بداخله ويسهم فى الإحساس بأنكم جميعا أعضاء بمؤسسة واحدة لا يمكن استغناء أى فرد عن الآخر فيها لأنه يضر بالمؤسسة ككل، لذا حاولى تذكيرها بأهمية المساعدة المتبادلة، وحتى تدفعيها وتحفيزها للتعاون معك أنصحك بالتالى: - كثفى من طلباتك الصغيرة البسيطة لأن الهدف منها خلق روح إيجابية بالمنزل وليس تسخيرها لخدمتك. - جربى عدم ترتيب غرفتها إلا بمساعدتها وإلا فلتتركى الغرفة غير منظمة ومهملة وحين تستشعر بشاعتها سترتبها بنفسها وإن استعصت عليها فبادرى بمساعدتها. - تذكرى بأن تصرفاتك أنت ووالدها معا هى النموذج العملى المقدم لطفلتكما، فاسعيا لأن تكونا متعاونين بعيدين عن الأنانية لتقدما صورة إيجابية لها. - لا تلوميها وتنهريها بشكل مباشر وإنما انتقدى تصرفها ورفضها وليس شخصها وإلا ستفقد احترامها لذاتها. - لا تطلبى منها مساعدتك بصيغة الأمر ولكن استسمحيها بلطف مثل "لو سمحت- بعد إذنك" حتى تتركى مساحة للود بينكما. - حاولى أن تكون صيغة الطلب بها شىء من الترجى والاستحسان؛ مثل: "ما رأيك لو ساعدتنى فى كى الملابس"؛ لأن بعض الأطفال يرفضون الأمر المباشر. - لا تعوديها على المكافأة، وإلا ستعتاد على ألا تعطى إلا بمقابل، وستكون هديتك لها رشوة لتنفذ طلبك ومن ثم فلن تستجيب لطلبك إلا إن كانت الهدية تلائمها. - احرصى على ألا يكون رد فعلك لها بشكل سلبى إن رفضت مساعدتك، وإنما اشكريها وابتعدى عنها قليلا وتذكرى أنها برفضها لطلبك فهذا يدل على أنها فكرت فى الطلب ولو لحظات. - لا تستهينى بالمدح "الرشيد" ولا بالاحتضان كلما استجابت لمطالبك، فإن لهما مفعول السحر بتكوينها النفسى والاجتماعى. - قدمى لها اللعب المعتمدة على المشاركة ولا مانع أبدا أن تشاركيها اللعب مع باقى إخوتها. - استمعى لها ولمبرراتها فربما يكون لها سبب مقنع لرفضها مساعدتك. - إن وجدت مقاومة ورفضا لأى طلب تطلبينه منها فبادرى بعرضك "سأساعدك" لتجد فيك روح المبادرة الإيجابية. - حاولى تقديم مبرر أو سبب لأوامرك؛ لأن كثرة الأوامر قد تدفعها للرفض والمقاومة ولتقولى مثلا: أعيدى كتبك بعد الانتهاء من الواجب لحقيبتك وإلا سيتلفها أخيك الصغير. - طوعيها لفكرة "التكافل الاجتماعى" ولو رجعت بذاكرتك للوراء قليلا فستتذكرين كيف كانت تعطيك والدتك المال لتقدميه للمحتاج بنفسك. - ذكريها بطريقة لطيفة وإيجابية وبجمل قصيرة أنها حينما تغير ملابسها، فإنها بذلك تحافظ على غرفتها نظيفة.