* "إعلان الدوحة" ينحاز لحقوق الفلسطينيين والسوريين.. ويتضامن مع "وحدة لبنان" * وفد وزارى من مصر وقطر وفلسطين والأردن للحوار مع المجتمع الدولى لإنهاء معاناة الفلسطينيين * 55 مليون دولار شهريا لفلسطين وفق آلية أقرتها قمة بيروت 2002 * دعوة مجلس الأمن لإصدار قرار ملزم بوقف إطلاق النار فى سوريا وإرسال قوات حفظ سلام * محكمة عربية لحقوق الإنسان وإقرار نظامها الأساسى فى دورة مجلس الوزراء العرب القادمة فى اليوم الثانى للقمة العربية ال24 المنعقدة فى العاصمة القطرية الدوحة، تعلقت عيون الشعوب العربية بقرارات القمة التى رفعت شعار "صوت الحق مع الشعبين السورى والفلسطينى" وتوقعت أن تلبى تطلعاتها بصورة أفضل من القمة السابقة. وكشفت مشاريع قرارات القمة التى ستصدر عن القادة العرب فى ختام أعمالهم اليوم –الأربعاء- أنها قمة على مستوى التطلعات، حيث أكدت أن السلام الشامل والعادل هو الخيار الإستراتيجى، ولن يتحقق إلا بالانسحاب الإسرائيلى الكامل من الأراضى الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967، ورفض كل أشكال التوطين، داعية المجتمع الدولى لإطلاق مفاوضات جادة تكون مرجعيتها تنفيذ قرارات الأممالمتحدة، خاصة قرارى 242 و338 لإنهاء الاحتلال. وقررت القمة تشكيل وفد وزارى عربى برئاسة رئيس وزراء، وزير خارجية قطر، وعضوية كل من مصر والأردن وفلسطين والأمين العام للجامعة العربية لإجراء مشاورات مع مجلس الأمن والإدارة الأمريكية وروسيا والصين والاتحاد الأوروبى للاتفاق على آليات وفق إطار زمنى محدد لإطلاق مفاوضات جادة، وعقد مؤتمر دولى لطرح القضية الفلسطينية من جميع جوانبها بهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلى . كما قررت دعوة الدول العربية لدعم موازنة دولة فلسطين لمدة عام تبدأ من أول إبريل المقبل بمبلغ 55 مليون دولار شهريا وفق الآلية التى أقرتها قمة بيروت عام 2002. سوريا وبالنسبة للملف السورى، حمّل مشروع القرار نظام الرئيس الأسد مسئولية ما وصلت إليه الأزمة فى سوريا من قتل ودمار وتشريد، كما يتضمن القرار دعوة مجلس الأمن لإصدار قرار ملزم بوقف إطلاق النار وإرسال قوات حفظ سلام للأراضى السورية، مع التأكيد على أن الحل السياسى ما زال "ممكنا". ودعا القرار للاستفادة من التطورات الإيجابية على المعارضة السورية، بما فيها تشكيل الحكومة المؤقتة والتهيئة من خلال ذلك لإدارة المرحلة الانتقالية، مؤكدا ضرورة تحرك عربى شامل للمساندة الإنسانية فى سوريا، خاصة فى موضوع اللاجئين السوريين. وأشار إلى ضرورة التهيئة والاستعداد لمرحلة إعادة إعمار سوريا التى دمرتها تداعيات الأزمة. لبنان وحول التضامن مع لبنان، أكد مشروع القرار التضامن العربى الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسى والاقتصادى له ولحكومته بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية، ووقف الانتهاكات لسيادة لبنان بحرا وبرا وجوا والتى وصل عددها منذ صدور القرار 1701 حتى الآن إلى أكثر من عشرة آلاف خرق. تطوير الجامعة العربية وبالنسبة لتطوير جامعة الدول العربية، رحبت القمة بتشكيل لجنة من الدول الأعضاء للنظر فى المقترحات والتوصيات الواردة فى تقرير اللجنة المستقلة رفيعة المستوى ووضعها موضع التنفيذ وفق آليات ومراحل وجداول زمنية وعرض نتائج أعمالها على مجلس الجامعة العربية الوزارى فى سبتمبر المقبل. وحول مشروع إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان، قررت القمة إنشاء المحكمة العربية لحقوق الإنسان تعزيزا لاحترام وحماية حقوق الإنسان العربى، وتكليف لجنة رفيعة المستوى من الخبراء القانونيين العرب لإعداد النظام الأساسى للمحكمة وعرض نتائج أعمالها على مجلس الجامعة الوزارى فى دورته المقبلة. الربيع العربى ويرى مراقبون أن قمة الدوحة توفرت لها الأسباب التى تجعلها مختلفة عن سابقاتها، بما ينعكس إيجابا على واقع العرب، ومن بين تلك الأسباب: أولها: سعى قطر الدائم لأن تكون هذه القمة مختلفة عن سابقاتها فى ظل مبادرات تطلقها من وقت لآخر تسعى لخدمة الصف العربى وتوحيد الكلمة. ثانيا: مشاركة عدد من الرؤساء الذين وصلوا لسدة الحكم عن طريق صندوق الانتخابات لأول مرة فى القمة وبينهم الرئيس محمد مرسى، ويعرفون جيدا ما تريده الشعوب ويسعون لتحقيق طموحاتها وآمالها، خاصة دعم إخوانهم فى سوريا الذين وصل عدد شهدائها إلى نحو 100 ألف ومشرديهم لأكثر من مليونين داخل سوريا وخارجها. ثالثا: رغبة الرؤساء فى تغيير السياق التاريخى عن القمم وتفادى مصير القمم السابقة، والتركيز على الملف الاقتصادى المتردى فى بلدان عربية عديدة، خصوصًا تلك التى قامت فيها ثورات مثل مصر وتونس وليبيا.