على الرغم من انشغالها بمؤسستها الصغيرة والمكونة من زوج وثلاثة أطفال لم تطق "مانيفال" ذرعا بأن تبخل بعلمها وخبرتها عن غيرها، فقررت أن تستثمر وقتها فى إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك بعنوان "من تانى"؛ لتكون مساحة لتبادل الخبرات ودليل لمن يبحث عن حل لمشاكله التربوية والاجتماعية. مانيفال أحمد تخرجت فى كلية الإعلام وهويت الصحافة الاجتماعية، فعملت كمحررة متخصصة بالنطاق الاجتماعى بأحد المواقع العربية؛ مما أكسبها خبرة واحترافية فى مجالها، لكن بعد زواجها وتفرغها لبيتها قررت أن تفيد غيرها برصيدها الاجتماعى الثرى.. تقول: "فى أثناء غياب زوجى بعمله وأبنائى بمدارسهم ومع روتين الواجبات المنزلية تسرب إلى الملل، وشعرت بأن كل ما قرأته ومارسته مهنيا إن لم أُفد به غيرى فسيندثر، ففكرت فى أكثر وسيلة تتخطى حواجز الخجل من طرح أسئلة شخصية وغير مكلفة فكانت صفحة من تانى". وتضيف مانيفال: "لم أتردد فى تسمية الصفحة بذلك؛ لأنى أؤمن بأن التعلم من تجاربنا لا تنتهى، وأننا كلما وقعنا أو شعرنا بالفشل فإن فشلنا فى حد ذاته دافع لإعادة التجربة من جديد خاصة بأن تجربة كل منا مختلفة تماما عن غيره". خصصت صفحتها لتهتم بالأسرة (الزوجة والزوج والأبناء)، مستهدفة تقديم المعلومات وتبادل الخبرات، وتدعو إلى إيجاد حلول للمشكلات من خلال طرح المشكلة على صفحتها لتتلقى تعليقات المشاركين ومقترحاتهم، فى محاولة منها للتغيير وتطوير الأفكار وتصحيح المفاهيم الخاطئة لصالح جيل جديد وأطفال أصحاء، وأسرة قادرة على مواجهة الحياة. تقول: "أسعى لتلبية احتياجات الناس الحياتية بشكل كبسولات صغيرة تتناول الشق التربوى والاجتماعى والحياتى؛ لأنى وجدت أن مشاغل الحياة اليومية والعملية لا تتيح الفرصة لقراءة كتاب تربوى مثلا، فقمت بتحديث الصفحة بشكل يومى؛ بحيث كل يوم تتناول كبسولة جديدة؛ صورة، معلومة، إحصائية، تجربة، فيديو مصور.. إلخ". تقدم مانيفال محاضراتها ذات الطابع الاجتماعى الأسرى فى عدد من الجمعيات الخيرية، وتمارس هوايتها فى تقديم نصائحها على صفحتها فى أوقات نوم الصغار أو خلال يومهم الدراسى، فلا تنشغل عن مهامها المنزلية، بل كانت صفحتها حافزا جيدا؛ لتنهى مهامها سريعا لتعود لصفحتها من بحماس شديد. تضيف: "اكتشفت أن الفائدة لم تتوقف فائدتها لحدود المشاركين فقط، بل وجدت أننى اضطررت إلى مواكبة كل ما هو جديد فى مجال التربية والعلاقات الأسرية، فأعدت قراءة ما كنت انتهيت منه من سنوات، وقرأت كتبا جديدة، واطلعت على أحدث الأساليب والأفكار التربوية، بل صقلت خبرتى بتجارب المشاركات بالصفحة وحلولهن الجديرة بالتقدير والاحترام، وأهم من كل ذلك هو تحول صفحتى لمتنفس ممتع وشيق، أبتعد معه عن الأحداث السياسية الحالية".