* الزرقا: يتعاملون مع الديمقراطية على أنها "صنم عجوة" إذا جاع عابِدُهُ "أكله" * سليمان: ستأتى بنتائج عكسية وستضيف ل"نعم" أكثر من "لا" بالمرحلة الثانية * سعيد: هذه القوى تدرك أن الدستور اقترب من إقراره من الشعب * البدري: دليل على فشلهم فى إقناع الشعب عبر الصندوق * النجار: أستطيع أن أقول أن الشعب انفصل عن النخبة السياسية أكد عديد من السياسيين رفضهم للمليونية التى نظمتها القوى المعارضة أمس الثلاثاء، مشيرين إلى أن القائمين على تنظيم هذه التظاهرات لجأوا الى الحشد فى الشارع لأن نتيجة المرحلة الأولى من الاستفتاء على الدستور جاءت فى غير صالحهم ولأن الشعب رفض وصايتهم. وقال سياسيون إن الدعوات للتظاهر فى هذا التوقيت إنما هى دعوات للتخريب والفوضى وبث الذعر فى قلوب المواطنين وفرض للوصاية عليهم قبل بدء المرحلة الثانية والنهائية للاستفتاء السبت المقبل، مؤكدين أن الشعب لن يلتفت إليهم وسيخرج ليقول رأيه بإرادته الحرة دون أى تأثير. فمن جانبه، أوضح د. بسام الزرقا- عضو الهيئة العليا لحزب النور وأحد مستشارى الرئيس محمد مرسي- أن المخطط من جانب بعض القوى التى دعت لمليونية أمس بأن يقبل الشعب وصايتهم، فلما استعصى عليهم ذلك هبوا إلى إحداث الفوضى. وقال الزرقا، إن هذه القوى عندما نظمت مليونيات لها فى السابق كان بها من أحداث العنف الكثير وعمليات قذف للحجارة والمولوتوف من باب إشاعة الذعر فى المجتمع، مشيرا إلى أن الشعب لن يرضخ لمحاولات السيطرة عليه ولن يثنيه الذعر عن الإدلاء برأيه. وأضاف: إذا كانت هذه القوى تريد دعوة الناخبين للتصويت فى اتجاه معين فإن ذلك يكون من خلال النزول للشارع وجها لوجه معهم أو عن طريق وسائل الإتصال المختلفة التى يمتلكون الكثير منها، إلا أنهم يتعاملون بالديمقراطية التى يُبشرون بها وكأنها "صنم عجوة" إذا جاع عابِدُهُ "أكله". وتابع قائلا، اظنها محاولة لإشاعة الفوضى والذعر فى الشارع المصرى، إلا أننى أعتقد أن نتيجتها لن تأتى كما يريدون لأن الناس سيقولون ما يريدون والإرادة الشعبية ستهزم فى النهاية كل محاولات الوصاية وفرض الرأى من خلال ثقافة المولوتوف. ووصف أسامة سليمان- أمين عام حزب الحرية والعدالة بالبحيرة- هذه الدعوات للتظاهر بالمزايدة السياسية والإبتزاز والخروج عن أدوات الديمقراطية المتعارف عليها، مشيرا إلى أنها تؤدى إلى عدم استقرار الوطن. وقال سليمان، إن الدعوة لهذه التظاهرات فى هذا التوقيت يُعد تجاوزا فى حق الشعب بأن يكون هناك دستور أم لا كما أن هذه القوى تعتبر نفسها وصيّة على الشعب المصرى. وناشد هذه الأطراف بالعودة إلى رشدها، وترك الخيار فى الاستفتاء للشعب، حتى لا تحدث بلبلة فى الشارع، بالإضافة إلى أنها تحدث نوعا من التأثير السلبى على إرادة الناخب المصرى الذى يجب أن يرفضها. وأشار إلى أن هذه التظاهرات ستأتى بنتائج عكسية وستضيف ل"نعم" أكثر مما ستضيف ل "لا" فى المرحلة الثانية وذلك لأن الشعب المصرى كشف حقائق عن تلك القوى للشعب المصرى وثبت لديه زيفها فى الأيام السابقة من خلال إدخال الدستور فى المناكفات السياسية على مصلحة الوطن. ودعا سليمان الناخبين المصريين بأن يخلعوا ردائهم السياسى والحزبى والدينى عند ذهابهم للاستفتاء لأن هذا دستور مصر الذى يجب أن يكون فوق الجميع وفى سبيل المصلحة العليا للوطن. بينما قال المهندس جمعه البدري– عضو مجلس الشعب السابق– أن الدعوة إلى مليونية لرفض الدستور قبل إجراء الجولة الثانية للاستفتاء هو اعتراف صريح من هذه القوى بالفشل فى إقناع الرأى العام بوجهة نظرهم فى رفض الدستور داخل صناديق الاقتراع. وأضاف البدرى أن دعوة بعض القوى السياسية إلى هذه المليونية هى فرض وصاية على رأى الشارع المصريين، حيث أنها كانت تعول على أصوات الناخبين فى محافظات المرحلة الأولى وهو ما جاء عكس توقعاتهم وتأكدهم من أن استطلاعات الرأى تؤكد ارتفاع نسبة التصويت لصالح إقرار الدستور بمحافظات المرحلة الثانية للاستفتاء على الدستور. وأشار أن هذه القوى السياسية لا تعرف تطبيق الديمقراطية طالما لم تحقق مطامعهم السياسية، وهو ما يكشف النوايا الحقيقية لهذه القوى التى لا ترغب الاستقرار للبلاد وتبحث عن مد الفترة الانتقالية. وأوضح أن وسائل الإعلام المحسوبة على النظام البائد لعبت دورا كبيرا فى تضليل الرأى العام خلال الفترة الأخيرة، وقامت ببث أخبار كاذبة وغير حقيقية مما أثر فى خلق حالة الاحتقان فى الشارع. فيما قال الدكتور خالد سعيد– المتحدث الرسمى باسم الجبهة السلفية – أن الدعوة إلى مليونية لرفض الدستور قبل انتهاء من الاستفتاء على مشروع الدستور عبث ومحاولة استباقية من هذه القوى للمصادرة على رأى الشارع. وطالب سعيد هذه القوى السياسية بضرورة العمل على حشد أنصارها لتحقيق هدفها برفض الدستور عبر الصندوق بدلا من محاولات إثارة الفتنه داخل الشارع المصري، مشيرا إلى أنهم أيضا فاشلون فى الحشد فى مليونيات لتأييدهم. وأضاف أن هذه القوى بادرت إلى الدعوة لمثل هذه المظاهرات الاحتجاجية بعد أن أدركت أن الدستور أصبح قاب قوسين أو ادنى من إقراره من قبل الشعب، وتخوفهم من المادة الخاصة بعزل قيادات النظام السابق سياسيا، وبعد أن كان العزل مطلبا من كل القوى السياسية المناصرة للثورة، نجد أن أغلب القوى العلمانية وجدت نفسها مع قوى النظام السابق، ليس فقط فى مواجهة العزل السياسي، بل أيضا فى مواجهة تغيير النائب العام، والذى كان مطلبا للثورة. من جهته، وصف د. مصطفى النجار- عضو مجلس الشعب السابق- الدعوة للتظاهر الآن ب"العبثية"، مشيرا إلى أن المعركة هى معركة بناء الوعى والوصول لقرى ونجوع مصر قبل المرحلة الثانية. وأضاف النجار- عبر تدوينه له على تويتر- قائلا: "لا تجعلونا نخسر معاركنا بنزق البعض، راجيا من كل شخص سيقرر التظاهر- استغلال وقته لتوعية الناس فى المحافظات وفى المشاركة فى مراقبة الاستفتاء- لأن هذا واجب الوقت الآن، مشيرا إلى أن المعركة الأهم هى رفع نسبة المشاركة فى المرحلة الثانية، فالكتل التصويتية فى المحافظات المتبقية ثابتة نسبيا لذا فإن نزول أصوات جديدة سيغير المعادلة. وتابع: من مشاهدات الفترة الماضية أستطيع أن أقول أن الشعب انفصل عن النخبة السياسية وتولى القيادة بحسه وفطرته فى الاتجاه الصحيح وستلهث النخب لتلحقه..نريد من نشطاء محافظات المرحلة الثانية عمل غرف عمليات موحدة بأرقام هاتف معلنة يتم التواصل معها لترتيب حملات توعية ومراقبة الاستفتاء هناك.