دعا أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الفلسطينيين، إلى إنهاء الانقسام و تحقيق المصالحة، والتوحد لمواجهة قضاياهم الوطنية. وقال حمد، في كلمة له مساء اليوم الثلاثاء بمقر الجامعة الإسلامية بغزة: "آن الأوان أن يطوي الفلسطينيون صفحة الخلاف وفق ما اتفقوا عليه في الدوحة والقاهرة بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل". وأكد أهمية إنهاء الانقسام وجمع الصف لمواجهة التحديات المشتركة، مشددا على أن "الفرقة كانت أكثر ضررا من العدوان الصهيوني". وتابع أمير قطر: "إن رياح التغيير القوية التي تهب على الوطن العربي ربما همشت الاهتمام بالقضية الفلسطينية إعلاميا وسياسيا"، وهو الأمر الذي يتطلب أن يعمل الفلسطينيون بشكل موحد من أجل تكريس عدالة القضية الفلسطينية بشكل يتجاوز كل فئوي ضيق، وقال: "إن الظلم التاريخي الذي حل بالأشقاء في فلسطين لا يزال نكبة إنسانية لم يستطع المجتمع الدولي وضع حد لها". وأضاف: "لا تزال القضية الفلسطينية بكل تشعباتها الجرح النازف في الجسد العربي" مشيدا بصمود غزة وشعبها في مواجهة العدوان، وقال: "إن هذا الصمود مصدر عز للعرب". وأوضح أن "صمود غزة كان هو العامل الحازم ولقن الواهمين عبرة بثبات الموقنين بالحق، وصبر غزة كان درسا للمتخاذلين وسببا في انطلاق الربيع العربي"، وأشار إلى أن قطر وقفت مع الفلسطينيين قبل العدوان وبعده، لافتا إلى أنها كانت من أوائل الدول التي فتحت قنصلية في غزة. وقال أمير قطر: إن وقوف أشقائكم العرب معكم هو الحق والواجب ونحن في قطر كنا أول المبادرين ولن نضن على أهلنا في غزةوفلسطين من تقديم عون"، مشدداً على أن "مساعدة أهل غزةوفلسطين واجب من الأخ لأخيه". وأكد أن "إعادة إعمار غزة يجب أن تعطى أولوية تنفيذا للقرارات العربية التي اتخذت بعد العدوان منذ خمس سنوات وتعهدت العديد من الدول العربية وغير العربية لإعادة الإعمار". ودعا الجميع للإيفاء بوعودهم كي يتسنى إعادة الإعمار والتخفيف من معاناة أهل القطاع، "حتى لو خذلهم من خذلهم من ذوي القربى والمتشدقين بالديمقراطية وحقوق الإنسان". وعبر عن شكره للدور المصري في هذه الزيارة قائلاً: "وجب الشكر لشعب مصر العظيم وثورته المجيدة ولفخامة الرئيس الدكتور محمد مرسي الذي لولاهم لم نكن بينكم اليوم". وفي نفس السياق، اعتبر الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، زيارة الأمير حمد بن خليفة آل ثاني إلى قطاع غزة "خطوة شجاعة تضاف لمواقف الأمير المميزة". وأضاف أبو مرزوق، إن زيارة الأمير اليوم ووضعه حجر الأساس للعديد من المشاريع على أرض غزة تأتي كسراً للحصار وإعادة للإعمار ورسالة سياسية واضحة". وتمنى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" لو حضر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس برفقة أمير قطر لقطاع غزة، قائلاً: "حبذا لو كان الرئيس أبو مازن مبادراً بالذهاب إلى غزة، واستقبال الأمير واختصار الزمن بالوحدة وإنهاء الانقسام، وكسر الحصار وإعادة الإعمار".