* صيدلى: يبحثون عن شو إعلامى يغطى سوءة رصيدهم المتدهور فى الشارع * محامٍ: لم أسمع عنها.. والمطلوب توحد القوى الثورية * طالب: عليهم الخروج من "أبراجهم العاجية" * عامل يومية: لا يريدون الصبر على الرئيس.. ولا يهمهم استقرار البلاد * الحاج فتحى: الاحتكام إلى الصندوق بدلا من سياسة "لى الذراع" "نحلم برغيف عيش آدمى نحصل عليه بسهولة دون أن نقف ساعات طويلة نفقد فيها جزءا كبيرا من كرامتنا.. ونريد دخلا يكفى لشراء احتياجات العيال، وأقصى ما نرجوه أن يعود الاستقرار حتى نتمكن من العيش تحت هذه الأرض".. هكذا تحدث الكثير من البسطاء الذين سألناهم عن جمعة "مصر مش عزبة" التى دعا لها عدد من القوى والتيارات السياسية. ببساطته المعهودة تحدث رجل الشارع، مؤكدا أنه يرفض المشاركة فى أى مظاهرات تؤجج حالة الانقسام بين القوى السياسية، ومشددا أن من يدعون لهذه التظاهرات يبحثون عن شو إعلامى يعوضهم عن نقص رصيدهم فى الشارع، كما طالب هذه القوى بضرورة التوحد خلف الرئيس محمد مرسى وضرورة العمل على دعم عجلة الاستقرار السياسى والأمنى ودفع عجلة النمو الاقتصادى والمشاركة فى بناء مصر الجديدة. عبد الحميد عبد الكريم "محامٍ" قال إنه لم يسمع عن جمعة "مصر مش عزبة"، وأكد أنه لن يشارك فى هذه المظاهرة، لأنها لا تعبر عن أى شىء على أرض الواقع، مضيفا: "إننا نبحث الآن عن التوحد والاستقرار من أجل بناء مصر الجديدة وليس من أجل التناحر". وأضاف أن الدعوة للمليونيات لم تعد الحل الأفضل لاستكمال مسيرة الثورة، فعلى مدار الشهور الماضية تم تفريغ فكرة المليونيات من مضمونها ومعناها بالدعوة اليها بشكل متكرر دون مطالب واضحة ذات توافق وطنى. وشدد عبد الكريم أن الأهم من المليونيات فى هذه المرحلة الحرجة هو توحد قوى الثورة وائتلافاتها وتكتلاتها لمواجهة المتربصين ومحاولات تشويه الثورة والثوار، واللجوء إلى وسائل ضغط مبتكرة ومختلفة لتحقيق المطالب كما كانت المليونيات فى بداية الثورة اسلوب جديدة وناجح فى حشد جموع المصريين. وأكد أحمد جمال عبد الباقى، طالب بكلية التخطيط العمرانى جامعة القاهرة، أنه لم يسمع هو الآخر عن الدعوة لجمعة "مصر مش عزبة"، قائلا: "مصر بالفعل لم تعد عزبة بعد رحيل النظام السابق والشعب المصرى أصبح واعيا بكل ما يدور حوله". وطالب عبد الباقى القوى السياسية الداعية إلى مظاهرات الجمعة إلى العمل فى الشارع والوجود على أرض الواقع، من خلال تقديم الخدمات الفعلية للمواطنين، والخروج من الأبراج العاجية التى يقطنون بها والتى تجعلهم فاشلين فى تحقيق أى نتائج حينما يراهنون على الشعب المصرى. ويتساءل عبد الباقى: لماذا لا تسعى هذه القوى السياسية للجوء إلى مائدة الحوار والتفاوض مع الإسلاميين الذين يرون أنهم يسعون للهيمنة للوصول إلى حل وسط للتوافق حول الرؤى السياسية التى يختلفون عليها. أما د. سعيد عبد العظيم، صيدلى، فأشار إلى أنه سمع بالفعل عن الدعوة لهذه الجمعة، معتبرا أن القوى الداعية لها السياسية تبحث عن شو إعلامى يعوضها عن نقص رصيدها فى الشارع المصرى. أما سيد سويلم، عامل باليومية، فكانت كلماته البسيطة هى أكبر تعبير عن المرحلة التى نعيش بها قائلا: "الناس اللى بتدعى لهذه المظاهرات ميهمهاش استقرار البلد ولا مصلحة الغلابة دول طول عمرهم عايشين فى الفلل وميعرفوش عننا حاجة". وأضاف سويلم أن مصر الآن فى تسير نحو الاستقرار وعودة الأمن بعد حالة التوتر والانفلات الأمنى التى عانت منه بعد أحداث ثورة 25 يناير. وطالب سويلم الشارع المصرى بالصبر فى انتظار مرحلة البناء والتطوير، قائلا إن من يقرر أن يبنى بيتا له أو أن يعيد تجديده على الأقل يستغرق ذلك أشهر، ولا يتم الأمر فى يوم وليلة. أما جمال توفيق، صاحب محل ملابس، فيؤكد أن المواطن لا يهمه سوى لقمة العيش والحفاظ على عودة الأمن للشارع المصرى وإن كان بشكل نسبى، مطالبا جميع القوى السياسية بضرورة التوحد حول القضايا الرئيسية للخروج من أزمة الركود التى عانى منها السوق بعد تداعيات ثورة 25 يناير. وأضاف توفيق أن هناك كثيرا من الأحزاب التى تدعو إلى مظاهرات مليونية رغم أن عدد أعضاء هذه الأحزاب لا بتجاوز العشرات، ووجودها فى الشارع لا يتجاوز حجم المؤسسين لهذه الأحزاب. "مليونيات إيه والله العظيم حرام عليهم".. بهذه الكلمات رد الحاج فتحى الشاذلى "مسن" قائلا: النظام القديم ورحل.. والرئيس الجديد جه بانتخابات، ولو لم يحقق شيئا فلن ينتخبه أحد المرة القادمة"، مطالبا القوى السياسية بضرورة الاحتكام إلى صناديق الاقتراع التى تحتكم لها كل دول العالم، وليس إلى سياسة لى الذراع.