مصرع 12 فى انقلاب ميكروباص أمام كوم حمادة الأهالى:المعدية تفتقد مقومات السلامة.. ولقمة العيش قادت أبناءنا للموت غرق 4 من شباب "صنصفط".. ومنوف تودع 8 من أبنائها صاحب المعدية: أحمل ترخيصا من هيئة النقل النهرى لمدة 3 سنوات فى حادث مأساوى لقى 12 شخصا مصرعهم، وأصيب 6 آخرين بجروح إثر سقوط سيارة ميكروباص من أعلى معدية بالرياح البحيرى أمام قرية علقام بكوم حمادة، كانوا فى طريق عودتهم إلى محل إقامتهم عقب عملهم بالمزارع بمركز بدر. فلم تكد تنتهى أزمة مياه الشرب الملوثة بقرية "صنصفط" التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية التى أصيب فيها المئات من أهالى القرية بالتسمم حتى تعرضت القرية لكارثة جديدة مساء أول أمس، حين فقدت 4 من أبنائها فى سقوط سيارة ميكروباص من أعلى معدية "علقام" التابعة لمحافظة البحيرة، حيث اتشحت القرية بالسواد وهى تشيع أبناءها الأربعة وسط حالة من الحزن الشديد. "الحرية والعدالة" كانت وسط أهالى الضحايا بالوحدة الصحية بقرية "أبو الخاوى" بالبحيرة، وانتقلت إلى قرية صنصفط لتنقل روايات أهالى الضحايا الذين حاصرهم الحزن الشديد على أبنائهم حول الحادث وأسبابه، حيث تمكنت قوات الإنقاذ النهرى بمحافظة البحيرة من انتشال 12 جثة. "محمد عبد الباقى حماد" (بالمعاش) -ابن عم المتوفى "أسامة عبد الفتاح محمد حماد 16 سنة"- اعتبر الفقيد ضحية الفقر المدقع الذى تعيشه أسرته، فوالده يعمل عاملا بوزارة الأوقاف بمسجد النور بالقرية، وليس للأسرة دخل آخر من أى نوع آخر ولا تمتلك الأسرة أية حيازة زراعية، ويعيشون فى بيت ريفى متواضع، وهو ما دفع أسامة لأن يعمل بإحدى المزارع بمركز بدر بمحافظة البحيرة باليومية لمساعدة والده فى تربية إخوته وتعليمهم. أما صلاح عبد العزيز بدوى (فلاح) -عم المتوفى أحمد فوزى مصطفى بدوى 22 سنة- فقال: أحمد اضطر للعمل باليومية بمزارع مركز بدر لكى يستطيع مساعدة والده فى الإنفاق على الأسرة، خاصة أن له شقيقة معاقة وله أيضا 4 إخوة من الذكور كلهم يعملون باليومية لمساعدة والدهم المسن البالغ من العمر 76 سنة، والذى لا يوجد لديه أية حيازة زراعية وليس للأسرة دخل آخر سوى ما يتقاضاه الأبناء، ومنهم "أحمد" المتوفى. "صلاح سالم عبد الله بدوى" (خفير نظامى) وابن عم المتوفى محمود عبد الصبور عبد الله بدوى 20 سنة، فيروى عن محمود أنه الولد الوحيد لوالديه، وله أخت وحيدة أيضا متزوجة، وكان يقوم بالعمل باليومية لمساعدة والده الذى يعمل عاملا بمسجد "الوسطانى" بالقرية، وليس لديهم أية أراض زراعية ولا أى دخل من أى نوع آخر سوى راتب والده الضئيل ويومية محمود عليه رحمة الله. سعيد ذكى نوفل -عم المتوفى كرم نجاح نوفل، 19 سنة- قال: والد كرم عليه رحمة الله كان يعمل عاملا بشركة الكراكات المصرية ولا يتقاضى من الشركة الآن سوى معاشه الأساسى، ويقوم بالعمل باليومية إلى جوار ابنه المتوفى حتى يستطيعا الوفاء بمتطلبات الأسرة ونفقات تعليم اثنين من الأبناء وليس لهما أى مصدر للدخل ولا يمتلكان أراضى زراعية أيضا. المهندس أحمد عبد الحكم -أحد أهالى قرية صنصفط (بالمعاش)- اتهم معدية علقام بأنها هى السبب فى غرق أبناء القرية، مؤكدا أنها تفتقد لكل الاشتراطات الواجب توفرها، مشيرا إلى أن هذا الحادث يتكرر بشكل دائم بسبب الإهمال التى تعانى منه تلك المعدية التى ليس بها مصدات أو حوائط حديدية على جانبيها. وطالب بضرورة أن تلتزم المعدية وغيرها من المعديات المتهالكة الموجودة على طول فرع رشيد بالاشتراطات اللازمة، أو تقوم الدولة بوقفها فورا عن العمل لوقف حصد أرواح الأبرياء من الفقراء والمعدومين الذين يخرجون إلى مراكز أخرى فى محافظات بعيدة بحثا عن لقمة العيش. المشهد نفسه تكرر فى قرية "إبرهيم" -التابعة لمركز منوف- التى خرجت عن بكرة أبيها فى الثانية من صباح أمس الاثنين لتودع 8 من أبنائها كانوا ضمن غرقى المعدية المنكوبة فى أثناء عودتهم من العمل بالمزارع بمركز بدر أيضا. وأكد أهالى القرية أن من بين الغرقى أم تدعى مشحوتة عبد الهادى دعيسة وابنتها إيمان جمال بسيونى، واثنين أشقاء وهما محمد أحمد درويش 19 سنة وراندا أحمد درويش 15 سنة ووالدهما متوفى. إعانات عاجلة وفى تحرك سريع كانت قيادات حزب "الحرية والعدالة" بكوم حمادة مع المصابين فى نقطة شرطة واقد بالمركز، وتحرك وفد من الأطباء إلى مقر المستشفى العام للاطمئنان على الحالات المصابة، وتسهيل استخراج تصاريح الدفن للضحايا. وطالب المهندس إبراهيم حجاج -عضو الهيئة العليا لحزب "الحرية والعدالة"، وعضو مجلس الشعب السابق عن منوف- بضرورة صرف إعانات عاجلة لأسر الضحايا الذين يعيشون تحت خط الفقر، وقد شارك هو وعدد كبير من أمانة الحزب بمدينة السادات ومنوف وعدد كبير من شباب الإخوان مع أهالى الضحايا فى إنهاء إجراءات تسليم جثث الضحايا لذويهم وحتى مراسم الدفن. وقال حجاج ل"الحرية والعدالة": إنه انتقل إلى مكان غرق الضحايا فور علمه بالحادث من أجل إنهاء الإجراءات واستخراج تصاريح دفنهم، مشيرا إلى أنه قام بعمل الاتصالات بجميع المسئولين المعنيين للوقوف على حقيقة أسباب الحادث وتحديد المسئول عن هذه الكارثة. وأضاف أن المعدية المتسببة فى وقوع تلك الكارثة تفتقد للشروط الواجب توفرها بالمعديات، مشيرا إلى أن غلق كوبرى كفر داوود ليس السبب فى وقوع الحادث كما يروج البعض، مؤكدا أن الكوبرى مغلق للترميمات أمام النقل الثقيل فقط وليس الركاب والملاكى. ويؤكد جمال زعير -أمين الوحدة الحزبية للحرية والعدالة بقرية واقد- أنه تم على الفور تقديم جميع الخدمات الإنسانية من بطاطين ومأكولات للناجين بمركز الشرطة، وتم التواصل بمندوب الحزب بالمنوفية لمتابعة الأمر والتواصل مع ذوى المصابين والناجين والمتوفين. وأكد أن هذه المعدية تشهد حوادث سنويا والحل يكمن فى إقامة كوبرى يصل بين البحيرة والمنوفية نظرا للكثافة الكبيرة التى تمر يوميا فى هذا المكان. وكان عبد الحكيم بركات -أمين حزب "الحرية والعدالة" بواقد- مع الناجين وقام بمتابعة الأمر حتى تم الانتهاء من انتشال الجثث والاطمئنان على الناجين. كان الضحايا ال12 الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و22 عاما قد لقوا مصرعهم نتيجة سقوط السيارة رقم 10056 أجرة منوفية كانوا يستقلونها جميعا من أعلى معدية "علقام" بمحافظة البحيرة بمياه ترعة الرياح البحيرى بكوم حمادة مساء الأحد فى أثناء عودتهم من العمل بمزارع مركز بدر. ولم ينج من الحادث سوى سائق السيارة ويدعى "عبد الغنى العمدة" من قرية "جزى" التابعة لمركز منوف وفر هاربا عقب وقوع الحادث، فيما تمكنت أجهزة الإنقاذ النهرى من انتشال جثث الغرقى والسيارة التى كانت تقلهم. أما صاحب المعدية المنكوبة "ماهر على محمد ناصف" 57 سنة، والمقيم بقرية علقام فقد أكد أن المعدية مرخصة برقم 13/105883 من الهيئة العامة للنقل النهرى بتاريخ 10/2/2012، والرخصة سارية لمدة 3 سنوات.