هل تذكرون فضيحة رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي عندما مرت سيارات موكبه الفخم على سجادة حمراء بطول "4" كيلومترات، تكلفت وقتها 143 ألف جنيه إسترليني (أكثر من 3 ملايين جنيه)، خلال افتتاحه مشروع "دهشور للإسكان الاجتماعي" في الأسبوع الأول من فبراير 2016م؟. يومها استفز جنرال العسكر الدموي قطاعًا كبيرًا من الشعب، وكشف عن سفاهة غير مسبوقة في إدارة البلاد، حيث طالب المصريين بالتقشف رغم أنه يبذر على مواكبه وينفق ببذخ شديد، في الوقت الذي يمضي بموكبه عدة كيلو مترات على السجادة الحمراء!. الأهم من موضوع السجادة الحمراء هو ما آل إليه هذا المشروع، الذي ظلت فضائيات العسكر تطبل له أسابيع طوال، وهو ما يكشف حقيقة مشروعات جنرال العسكر، التي يستهدف منها الشو الإعلامي حتى لو تحولت بعد ذلك إلى كابوس مزعج لكل سكانه وقاطنيه. كابوس لا يصدق اليوم وبعد مرور سنتين على هذا الفنكوش الكبير، الذي تم افتتاحه يوم 6 فبراير 2016م، هذا الحلم تحول- بحسب عدد من سكانه- إلى «كابوس»، والمعاناة إلى طقس يومى، بسبب نقص الخدمات، وغياب وسائل المواصلات الآدمية، ورفع أتوبيسات النقل العام من الخدمة، باستثناء عدد قليل منها- قد يأتى وقد لا يأتى- إلى جانب عدم وجود مدارس أو مراكز ووحدات صحية، قد يؤدى غيابها أو خروجها من الخدمة أو توقفها عن العمل، إلى رحيل إنسان إلى العالم الآخر!. فحكومة العسكر كانت تريد اللقطة ولا شيء غيرها، تريد اهتماما إعلاميا كبيرا رغم إنفاق المليارات من القروض والديون من أجل إنشاء هذا المشروع، وبروباجندا على الفضائيات والصحف والصور لرئيس الانقلاب وهو يقص الشريط، وسط مناظر خلابة تدهشك على الفور ولكن هذه المباني والملاعب وهذا الحي السكني لا يوجد به مستشفيات ولا مدارس ولا مواصلات ولا خدمات على الإطلاق!، هم في صحراء رغم العمارات والملاعب والطرق المرصوفة، انتقلوا إليها حالمين ولكنهم استيقظوا على وقع الحقيقة المؤلم، وتركهم الجنرال هناك بعد أن طوى سجادته الحمراء، وانسحبت فضائياته. والغريب- بحسب عدد من سكان المنطقة- أن الوحدات السكنية كانت جاهزة للاستلام الفورى والتشطيب، وكانت الشوارع ممهدة، والسيارات التابعة للقوات المسلحة تنتشر لحفظ الأمن، وذلك خلال الأشهر الأولى بعد افتتاح السيسى للمشروع بالمنطقة التابعة لجهاز مدينة حدائق أكتوبر، فى 6 فبراير 2016، وذلك بعد الانتهاء من بناء 13 ألف وحدة سكنية على مساحة 220 فداناً. لا مدارس ولا مستشفيات ولا مواصلات! وبحسب صحيفة المصري اليوم- في تقرير لها بعنوان «إسكان دهشور».. من «السجادة الحمراء» إلى «نقص الخدمات»- «افتقدت المساكن منذ افتتاحها حتى الآن، بحسب الأهالى، إلى عدد من الخدمات الأساسية، فلا يوجد إلا منفذ واحد لبيع الأغذية بجانب (مول) صغير تابع للقوات المسلحة لبيع المنتجات الغذائية، ولا يوجد مركز طبى أو مدرسة خاصة بالمساكن أو قسم شرطة، أو مواصلات آمنة تصل المساكن بباقى أحياء مدينة 6 أكتوبر أو وسط القاهرة، وغابت حتى اللوحات الإرشادية التى تشير إلى مكان «مساكن دهشور». وقال أيمن نوبى، أحد سكان المنطقة، إن الوحدة التي استلمها كانت كاملة المرافق والشوارع ممهدة، لكنه لم يجد مدرسة مناسبة أو مركزًا تجاريًا أو وسيلة مواصلات آمنة له ولعائلته، بالإضافة إلى معاناته من الضعف الشديد فى شبكة المحمول. عدم وجود مدرسة قريبة لمساكن دهشور، أحد أبرز مشاكل (النوبى) وعدد من سكان دهشور، الذين يؤكدون أن أقرب مدرسة حكومية بمشروع (ابنى بيتك) على بعد 5 كيلومترات من مساكن دهشور، دون أن تكون هناك وسيلة لنقل التلاميذ إلى المدرسة، باستثناء أتوبيس واحد فقط، على حد قول «النوبى». ويضيف: «مفيش إلا أتوبيس واحد وعدد الطلبة أكبر من حجم الأتوبيس، وبالتالى كانت هناك أكثر من دورة مواصلات لتوصيل الطلاب إلى المدارس، حتى إن الكثير من الطلاب يصل إلى المدرسة بين الساعة الثامنة والتاسعة صباحا، أى فى بداية الحصة الأولى». وتقول «سناء محمد»، إنها انتقلت للسكن فى مساكن دهشور منذ شهرين فقط، وإنها كانت مغرمة بالهدوء الذى يخيم على المكان، موضحة أنه الميزة الوحيدة التى تمتعت بها فى المنطقة، لأن باقى تفاصيل الحياة بها مزعجة، خاصة فى ظل نقص الخدمات وعدم وجود وسائل مواصلات مناسبة. وتوضح: «الشوارع ممهدة فعلا، لكن المرافق داخل الوحدات السكنية سيئة، ومن بينها الكهرباء، فالوحدة السكنية التى تسلمتها تحتاج إلى إصلاحات كثيرة ولكن ضيق ذات اليد هو ما يمنعنى من إصلاحها». الحصول على الخبز مغامرة شاقة! وبحسب عدد من السكان، فإن حصولهم على الخبز والسلع مغامرة شديدة العناء والمشقة، فبجوار ملعب البنفسج يقف عدد من الباعة الجائلين لبيع الخضراوات، وكشك خبز تابع لوزارة التموين، يفتح أبوابه من الساعة السابعة صباحا حتى العاشرة، وقد لا يفتح على حد قول عدد من السكان!. تقول علياء سيد، إحدى القاطنات التى انتقلت إلى السكن فى مساكن دهشور منذ 6 أشهر: «ابنى وقع من الدور الأول وملقتشى حد يسعفه ولا مواصلات ولا فيه إسعاف عرفت، توصل له، وأصيب بنزيف مضاعف ونجا بأعجوبة من الموت»!.