د. حمزة زوبع [email protected] حسب ما سمعت من مصدر وثيق الصلة وحسب ما نقلته وكالات أنباء عالمية فإن موقعة الجمل كان من المقرر لها أن تكون بداية النهاية للثورة، كيف؟ تقوم قوات الخيل والبغال والحمير باقتحام الميدان، ثم تعقبها قوات البلطجية، ثم قوات أمن فى زى مدنى، ثم تحلق طائرات فوق الميدان، ثم تقوم قوات الحرس الجمهورى بتطويق من تبقى واعتقاله، ثم يهبط الرئيس المخلوع بطائرته فى ساحة الميدان، ثم يخرج علينا معلنا انتهاء التمرد وعودة الشرعية. نجح الجزء الأول من الخطة وهو اقتحام الميدان بقوات الخيل والبغال، وفشلت بقية الخطة بسبب إصرار الثوار وأهاليهم على حماية الثورة فى الميدان. ونشرت الإعلامية هالة سرحان فى برنامجها التلفزيونى شريط فيديو يبين وقوف الحرس الجمهورى على جانبى الطريق بينما "قوات الخيل والبغال تقتحم الميدان ولم يحرك ساكنا". ونشرتُ فى مقال سابق لى شهادتى على ما حدث وأرجو سماع شهادة الأخ محمد القصاص الذى كان موجودا فى الميدان واتصلتُ به من الكويت للوقوف على تطورات الأمور، وكان ذلك فى منتصف يوم الواقعة وقال لى: إنه رأى بعض التحركات فى الشوارع المؤدية للميدان، وإن الحزب الوطنى والأمن قد حشدا الخيل والبغال لاقتحام الميدان، ولكن حسب تعبيره "هم جاءوا من أجل الدنيا ونحن لن نسلم الميدان إلا منتصرين أو شهداء". اليوم وبعد حكم البراءة أتساءل: أين اختفت الأدلة؟ أين أشرطة المخابرات التى سجلت كل شىء فى الميدان؟ وهل نفهم اليوم أن اقتحام المتحف كان غطاء للاستيلاء على الأشرطة المسجل عليها كل شىء حتى لا يدان أحد؟ لماذا لا يطالبالرئيس أجهزة المخابرات والأجهزة الرقابية الأخرى بتسليم الشرائط للمحكمة؟ وهذه الأشرطة كفيلة بالكشف عن حقيقة ما جرى؟ لماذا لا يحاسب رئيس المنطقة المركزية العسكرية على شهادته المنافية للواقع، ورئيس الحرس الجمهورى على تورطه فى حماية البلطجية للقضاء على الثوار؟ ولماذا لا يحاسب النائب العام عن تقصيره فى توفير الأدلة الكافية من أجل إثبات التهم على من قام بالجريمة بدلًا من محاكمة بعض ممن يستحيل إثبات إدانتهم، وبذلك تخرج كل القضايا التى عرضت منذ الثورة وحتى اليوم "فشنك". براءة الجميع فى موقعة الجمل تعنى أن الثورة لا تزال فى الميدان.