شكل مقتل "علي عبد الله صالح" على يد الحوثيين، منعرجًا في المسار السياسي اليمني، وخلط أوراق التحالفات بين الأطراف الوطنية والإقليمية الفاعلة في المشهد اليمني. تطورات متسارعة تجلت في أحدث صورها في لقاء غير مسبوق جمع ولي العهد السعودي وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، مع رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي، والأمين العام للحزب عبد الوهاب الأنسي. لقاء بدا مفاجئا؛ لأن أحد أطرافه كان ولي عهد أبو ظبي، ولأنه جاء بعد لقاء جمع قادة الحزب مع ولي العهد السعودي في الرياض قبل نحو شهر، إثر تجاهل تام لحزب الإصلاح الذي يعد أكبر الأحزاب المعارضة والمنضوية تحت السلطة الشرعية، وأبرز أذرعها المقاتلة في الميدان. فحتى وقت قريب، كان الحزب خارج حسابات التحالف العربي الذي تقوده السعودية منذ تدخلها في اليمن، والطرف الذي تعمَّد التحالف عدم تقديم الدعم له في أشد معاركه مع الحوثيين في تعز وحصار المدينة المستمر منذ 3 سنوات وفي مناطق أخرى، بحجة حرمانه من الاستفادة من أي انتصار يحسب له. وكالة الأنباء السعودية علقت على اللقاء الثلاثي بأنه يأتي ضمن الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار للشعب اليمني، فما هي الجهود التي تبذل الآن مع حزب الإصلاح بعد تغييبه عن المشهد العسكري والسياسي من قبل اللاعبين الرئيسيين في اليمن، أي السعودية والإمارات، وما هو المشهد الذي تسعى الإمارات خاصة لرسمه بتلك الورقة الجديدة؟. كل المؤشرات تدل على أن اليمن مقبل على استقطاب أطراف، يسعى التحالف لحشدها في بلد خلفت الحرب فيه أوضاعا إنسانية مأساوية ومزقته، دون أن تخلص إلى نتائج ملموسة وحسم حتى الآن، عدا تمكين الحوثيين في مناطق سيطرتهم؛ بسبب ما يراه اليمنيون سياسات الإمارات التي رسمت أهدافها الخاصة ولحقت بها الرياض في ذلك، ما تسبب في تأخير الحسم العسكري ومنح الحوثيين قوة إلى قوتهم، وهو الحسم الذي كان ممكنا من وجهة نظر البعض إذا تم الاتفاق مع الشرعية ومكوناتها الرئيسية.