إنها القدس.. ولهذا حضروا قمتها قمة استثنائية وطارئة، فالخطب جلل، قمة على وقع موجات غضب متفجرة تعج بها أغلب عواصم العالم الإسلامي أطلق شرارتها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني. لقاء ساخن في إسطنبول وما بينها والقدس إرث كبير وتاريخي، فالخط الأحمر لن يغيب وتراث الأجداد يحدد المسير حسب قول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وإذ تترق الأنظار قرارات دون سقف يحددها فإن الواقع لا يسمح بكثير من الخطوات، حيث جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس التأكيد على وقف التعامل مع الولاياتالمتحدة كراع لعملية السلام وانتهز الفرصة ليدعو مجلس الأمن لإلغاء قرار ترامب. توصيات القمة التي ألقاها الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين شددت على رفض قرار ترامب بإعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، على أن قمة العالم الإسلامي تأتي وسط خلافات تطغى على كثير من ساحاته، خلافات ألقت بظلالها على الحضور رغم خطورة الحدث.. ومنها حضور 16 زعيما إسلاميا فقط من أصل 57 زعيما. كان لافتا أن يمثل السعودية قبلة العالم الإسلامي وذات الثقل الكبير وزير أوقافها والأمر ذاته في التمثيل الضعيف ينطبق على مصر، التي كانت يوما مطبخا للقرارات المصيرية.. تمثيل بدا ضعيف جدا قياسا بحضور الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو كضيف على القمة. 38 عاما منذ تشكيل منظمة المؤتمر الإسلامي بثوبها القديم منظمة تشكلت ردا على إحراق المسجد الأقصى عام 1969 حينها كان لزعماء المنطقة مثل الملك فيصل صوت مسموع ليس في عالمنا بل في الغرب كذلك.. يوم كانت الأفعال على الأرض انعكاسات لما يقال على المنصات. قد لا تدفع القمة واشنطن وإدارة ترامب للتراجع عن القرار لكنها على الأقل قد تلجم تطلعات بعض الدول للتطبيع مع تل أبيب الخفي منها والمعلن فوعي الشعوب بالمنطقة لن يخيب طموح القدس والفلسطينيين فيها.. والاحتجاجات العارمة واحدة منها.