تعليمات مشددة أصدرتها سلطات الانقلاب من خلال إدارة التوجيه المعنوي بإرهاب المواطنين عن النزول في أي تظاهرة للتضامن مع القدس، تحت الزعم باندساس الإرهابيين في هذه التظاهرات لتنفيذ عمليات إرهابية. وبدأت مؤسسات النظام في دار الإفتاء ومشايخ السلطان في التفزيع من هذه التظاهرات، حيث اعتبر مرصد الفتاوى التابع لدار الإفتاء المصرية أن تنظيم "داعش" لم يفوت الفرصة في استغلال قضية القدس والقرار الأمريكي الخاص بالاعتراف بالمدينة كعاصمة لإسرائيل، في تحقيق مكاسب لدى الرأي العام الإسلامي والعودة إلى صدارة المشهد على خلفية الدفاع عن المقدسات الإسلامية وكسب المزيد من عقول وقلوب المسلمين حول العالم. جاءت الخطوة في محاولة لوقف حالة الغضب الشعبي في مصر للتضامن مع قضية القدس، من خلال استغلال مسلسل" داعش" الذي يهدف لفض أي سلوكيات شعبية ضد الكيان الصهيوني. ودللت "دار الإفتاء" على مزاعمها بما كشفته صحيفة النبأ الناطقة باسم التنظيم في عددها الأخير عن مقالة بعنوان "بيت المقدس إنْ أولياؤه إلا المتقون" سعى فيها التنظيم إلى التأكيد على أن خيارات العنف هي الخيارات الوحيدة لاستعادة مقدسات المسلمين وأن السلام والتعايش ما هي إلا خيارات لموالاة الكفار والمشركين، حسب تعبيره. وحاول التنظيم من خلال مقالته التأكيد على أن ما يقوم به هو الجهاد وأن الدول العربية والإسلامية إنما تحاول ثني التنظيم عن جهاده. وتابع التنظيم مضيفًا: "بل وصل الأمر بالضالين أن ينكروا على كل مجاهد في الأرض، ويطعنوا في جهاده للمشركين"، وكأن قتال التنظيم الإرهابي هو طعن في الجهاد وقتال للمجاهدين، وهم أبعد ما يكونون عن فهم معنى الجهاد وشروطه ومقاصده. وقالت دار الإفتاء إن التنظيم يسعى في موضع آخر إلى التأكيد على أنه وحده من يحمل الحق المقدس والفهم الصحيح للشريعة الإسلامية ويسعى لتطبيقها على الأرض، ومن هم دونه ما هم إلا مرتدون ومشركون، فيقول: "ورجال هذه الطائفة المتقون هم أولياء بيت المقدس وأهله من المسلمين، وهم أولياء المسجد الأقصى، لا الطواغيت، ولا عبيدهم المشركون، ولا العلمانيون والديمقراطيون وإخوانهم المرتدون، الذين يصدون عن سبيل الله، ويحاربون شريعة الله، وأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرًا". وقالت "الإفتاء" إن اللعب على وتر الدفاع عن مقدسات المسلمين، بقول التنظيم: "وأنهم في جهادهم مستمرون حتى يقيموا حكم الله -تعالى- في القدس وغيرها من البلاد، ويزيلوا الشرك عن كل أرض تشرق عليها الشمس". ودعا مرصد الإفتاء المؤسسات والهيئات الدولية والتحالف الدولي لمواجهة داعش ووقف مسلسل إعادة إحياء التنظيمات التكفيرية والإرهابية التي قاربت على السقوط والاندثار، لما تثيره تلك القرارات من احتمالية وجود علاقة بين التنظيمات الإرهابية وبعض القوى الدولية التي توفر لها المناخ الدولي الداعم لوجودها والمساعد على انتشارها.