تحت شعار "متحالفون ضد الإرهاب" عقد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مؤتمرا قال إنه الأول لوزراء دفاع دول التحالف الإسلامي ضد ما أسماه "الإرهاب"، ولساعات معدودة وجلسات مفتوحة صدر بيان ختامي عن المؤتمر لمحاربة التطرف الإرهاب تكفلت فيه السعودية بقيادة "ابن سلمان" بمساندة مادية وعسكرية لكل من يحارب التطرف والإرهاب! واستثنى مؤتمر "ابن سلمان" قطر، على الرغم من أنها ما زالت عضوا بالتحالف، واستضاف تركيا وبالطبع غابت إيران فربما كانت هي المعنية في الإجراءات السعودية الأخيرة. ورأى مراقبون أن اجتماع حدث بالفعل لوزراء الدفاع لدول التحالف الإسلامي وأن الكل يحارب الإرهاب، ولكن لكل أيضا أجندته وأهدافه وتوصيفه للإرهاب، فالسعودية تحارب الحوثيين وترضي السيسي ومحمد بن زايد باعتقالات في صفوف الإخوان السعوديين (تيار الصحوة)، ومصر والإمارات تتحالفان مع الغائبة إيران وتحاربان الإخوان، ونيجيريا تحارب السنة، وباكستان تحارب الصوفية، والبحرين تحارب الشيعة. الولي الأهوج قال البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الأول لوزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري إن الوزراء اتفقوا أن يعقد مجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب اجتماعاته برئاسة ولي العهد السعودي وزير الدفاع محمد بن سلمان سنوياً أو عند الحاجة. ورأى محللون أنه لو نجح محمد بن سلمان -والمعروف عنه لدى المخابرات الغربية أنه عنيف ومتسرع وصاحب قرارات صادمة للغاية- فى جر المنطقة إلى حرب ضد إيران بحجة ضرب حزب الله والمد الشيعى فى المنطقة من حوثيين فى اليمن أو علويين فى سوريا أو متشيعى البحرين، فإن ذلك كارثة حقيقية وأنها لن تكون حرب عقيدة بل تنفيذا لمخططات امريكا لتأديب إيران ولتذهب المنطقة الى الجحيم. ورأوا أن السعودية ستخسر الكثير ولكن الولاياتالمتحدة ستحصي مكاسبها ومعها الكيان الصهيوني وسيبقى العرب الخاسر الأكبر. تهور مرفوض ورغم رؤية المحللين إلى أن صحفا غربية منها "نيويورك تايمز" حذرت على لسان مسؤولي الخارجية والدفاع والاستخبارات في الولاياتالمتحدة انهم أبدوا انزعاجا مما وُصف بتهور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وعبروا عن خشيتهم من أن تزعزع تصرفاته الوضع في المنطقة وتضر بمصالح بلادهم. وقالت إن ابن سلمان تحرك بسرعة كبيرة على أكثر من جبهة في الداخل والخارج مما أثار تخوف مسئولين أمريكيين وغيرهم من أنه بصدد زعزعة الاستقرار في المنطقة. وأشارت في هذا الإطار إلى تهديداته لإيران ولبنان بالحرب، ودفعه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للاستقالة، وقبل ذلك محاصرة قطر. وقالت إن كل ذلك أثار شبح حروب جديدة بالمنطقة، مضيفة أن القوات السعودية المنخرطة في حرب اليمن ليست مهيأة ومجهزة للدخول في صراع عسكري جديد، وأنها ستكون مضطرة في هذه الحالة للاعتماد على أمريكا أو إسرائيل. وفيما يتعلق بحملة الاعتقالات غير المسبوقة التي ينظر إليها على أنها تمهيد لتنصيب ابن سلمان ملكا، نقلت نيويورك تايمز عن مسئول أمريكي أن السلطات السعودية تضغط على المعتقلين وآخرين لم يعتقلوا بعد للتنازل عن أموال كثيرة مقابل معاملة أحسن. تعهد بالدعم وأكد البيان الختامي الذي قرأه الفريق عبدالإله الصالح مساعد وزير الدفاع السعودي، أن الوزراء اتفقوا على تأمين مقر ل(مركز التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب) في الرياض على أن تقوم المملكة بتأمين احتياجاته واستكمال جميع المتطلبات القانونية والتنظيمية اللازمة، لتمكينه من ممارسة المهمات المنوطة به. وأشار البيان إلى أهمية تأمين دول التحالف ما يلزم من قدرة عسكرية تضمن إضعاف التنظيمات الإرهابية وتفكيكها والقضاء عليها وعدم إعطائها الفرصة لإعادة تنظيم صفوفها، وأهمية الدور العسكري في محاربة خطر الإرهاب وتعزيز الأمن والسلم في دول التحالف الإسلامي والمساهمة في الأمن والسلم الإقليمي والدولي. واتفق المجتمعون على زيادة التنسيق والتعاون الفني والأمني في تبادل البيانات والمعلومات ، ونقل المعارف والخبرات في مجال مكافحة تمويل الإرهاب، وأهمية استثمار الإعلام الجديد في توعية أفراد المجتمع وتفادي التغرير بهم، وتوظيفه بجميع وسائله وأشكاله لمحاربة الفكر المتطرف من أي مصدر كان. وانشغل البيان بالعزم على العمل بكل ما يُمكن من وسائل لمواجهة التطرف والإرهاب بجميع مفاهيمه وتصوراته الفكرية، من خلال الجهد المشترك والعمل الجماعي المنظم والتخطيط الإستراتيجي الشامل للتعامل مع خطر الإرهاب ووضع حد لمن يسعى لتأجيج الصراعات والطائفية ونشر الفوضى والفتن والقلاقل داخل دولهم. وأشار البيان الختامي في ختام أعمال الاجتماع الأول لمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب إلى أهمية تجفيف منابع تمويل الإرهاب وقطع أي تغذية مالية لعملياته وأنشطته.