في الوقت الذي لا تجد فيه أي مادة للتبرير بعد الكارثة التي حلت بمصر على يد الانقلابيين، وفي تصريح مثير للسخرية والشفقة؛ قال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية بحكومة الانقلاب: إن "مصر حققت إنجازات بالفعل في سد النهضة، ومنها أن عبدالفتاح السيسي ألقى خطابًا أمام البرلمان الإثيوبي ويجب الحفاظ على هذه الإنجازات". وسعى "أبوزيد"، خلال لقائه ببرنامج "كلام تاني"، المذاع على فضائية "دريم"، أمس الجمعة، إلى "إلقاء كل المسئولية في وقوع كارثة النهضة إلى تخلي السودان عن مصر! حيث زعم أنه "يجب التعامل مع توقع فقدان الحليف العربي في ملف سد النهضة، وهو السودان، وأن المصلحة السودانية الوطنية تجاه السد غيّرت من موقفها الداعم لمصر وهناك مصلحة مشتركة للدول الثلاث بإنجاح تجربة سد النهضة؛ لأنها إذا لم تنجح ستكون هناك سدود أخرى ستظهر".
واستطرد: "السودان لديها رؤية فنية مخالفة للرؤية المصرية حول سد النهضة، وسد النهضة للسودان سيوفر لها مساحات زراعية كبيرة، مشددًا على أن العلاقات المصرية السودانية أبدية ولكنها قد تشهد توترًا في بعض الدوائر".
يذكر أن حكومة الانقلاب التزمت الصمت والهروب منذ إعلان وزير الموارد المائية بها فشل المفاوضات مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، وهو الفشل الذي يعد المشهد الختامي قبل أن تقع الكارثة المحققة التي كانت بدايتها توقيع قائد الانقلاب على اتفاق المبادئ مع الجانبين الإثيوبي والسوداني قبل عامين، والذي بناءً عليه استكملت إثيوبيا بناء السد دون خوف من أي رد فعل مصري أو دولي بعد تسليم سلطات الانقلاب لها تمامًا.