استغلت كتائب الانقلاب ومليشياته على مواقع التواصل الاجتماعي، انتصار منتخب مصر على الكونغو وتحقيق حلم الوصول لنهائيات كأس العالم روسيا 2018، في تسويق الحدث كمخدر مؤقت لتسكين آلام الغلابه الباحثين عن لقمة العيش، ليقع النصر في نهاية الأمر في حجر قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، حتى إذا ما انتهى أثر ذلك المخدر، عاد الألم مجددًا، فداءًا للشعارات التي وضعتها كتائب السيسي تحت عنوان: "مصر عايزه تفرح". 1.5 مليون "مكافأت" في البداية تجاهل قائد الانقلاب شعاراته التي أعلن من خلالها "احنا فقرا أوي" وقرر بعد انتهاء المباراة التي كان ينتظر نتيجتها في "حجره" صرف مبلغ مليون ونصف مليون جنيه من "مال المصريين" لكل لاعب من لاعبي المنتخب بعد تأهلهم إلى كأس العالم عقب الفوز على منتخب الكونغو. "مصر التي في خاطري" إلا أن الطعم الذي ألقى به السيسي للغلابه لتسكين جوعهم، بإقامة الأفراح والليالي الملاح، هو العمل على تجاهل أغلب المصريين الذي يبيتون ليلتهم دون طعام أو شراب، في الوقت الذي يتم تجاهل مئات الآلاف من المبدعين في مجالات موازية لما حققه منتخب كرة القدم. فضلاً عن معاناة مصر من أزمة اقتصادية تفاقمت أثارها على المصريين خاصة بعد تحرير سعر العملة المحلية "الجنيه" منذ نوفمبر الماضي ما نتج عنه ارتفاع كبير في أسعار السلع بدون زيادة مماثلة في الأجور. كما سجلت الأرقام الرسمية زيادة في البطالة ومعدلات التضخم، فيما توقع اقتصاديون استمرارا للأزمة خاصة في ظل استمرار تراجع القطاع السياحي وانخفاض عائدات قناة السويس وزيادة معدلات الدين المحلي والخارجي . وطبقًا للأرقام التي أعلنها الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فان نسبة الفقر بلغت 8 .27 % من سكان مصر، وهذا التعريف يشمل المواطن الذي ينفق أقل من دولارين يوميًا. الفقر في عهد السيسي الأعلى منذ 15 عاماً! كشف الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أن 27.8% من السكان في مصر فقراء ولا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء وغير الغذاء، وأن 57% من سكان ريف الوجه القبلي فقراء مقابل 19.7% من ريف الوجه البحري. وقال اللواء أبو بكر الجندي، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إن نسبة الفقر 27.4% في حضر الوجه القبلي، وتقل النسبة إلى 9.7% في حضر الوجه البحري. وأوضح أن نسبة الفقراء عام 2015 هي الأعلى منذ عام 2000 بنسبة 27.8%، وأن نسبة الفقراء زادت من 16.7% في عام 1999/ 2000 إلى 21.8% عام 2008/ 2009 ثم 25.2% عام 2011 ثم 26.3% عام 2012/2013 ثم 27.8% عام 2015. وأشار التقرير إلى أن 10.8% “أكثر من 11.8 مليون مواطن” في أدنى فئة إنفاق في مصر، حيث يبلغ معدل إنفاق الفرد سنويا أقل من 4 آلاف جنيه سنويًا “أي أقل من 333 جنيه شهريا”، وأوضح أن 14.7% من إجمالي الأفراد في مصر في أغنى فئة وينفقون أكثر من 12 ألف جنيه سنويًا.
"مصر السيسي".. الفقر للشعب والبذخ للنظام ووفقًا لتقدير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء التابع للحكومة المصرية، لإحصائياتها الأخيرة، فإن نحو 28% من الشعب المصري لا يستطيع الوفاء باحتياجاته الأساسية من الغذاء وغير الغذاء، ورغم تلك الإحصائيات الرسمية إلا أن المواطن المصري دائمًا ما يجد نفسه أمام مطالبات مستمرة بالتقشف من جانب الرئيس والوزراء والبرلمان وحتى الإعلام. وفي خطابات كثيرة وبشكل مُعتاد، طالب السيسي، المواطنين بقبول الفقر والصبر عليه وعدم الشكوى تعبيرًا عن حب مصر والتضحية من أجلها، وكانت أبرز تلك التصريحات منذ أيّام عندما قال: إحنا فقراء أوي. محدش قال لكم إننا فقراء أوي؛ أنا بقول لكم إحنا فقراء، ومن قبل ضرب السيسي بنفسه مثلًا على تحمّل الفقر حين قال إن ثلاجته ظلت فارغة إلا من المياه لعشر سنوات "ومحدش سمع صوتي" على حد تعبيره. لتكن النتيجة في نهاية هذا الانتصار الذي نهبه السيسي كعادته، تقشف المواطن المصري، في مقابل نظام سياسي يرتع في الثراء، ما بين السيارات والطائرات والقصور الفارهة، وليس ببعيد ما حدث أخيرًا من شراء البرلمان المصري لثلاث سيارات ب18 مليون جنيه مصري!