حدثان مهمان مرتبطان، أطلا أمس الاثنين، على الأحداث في محافظة شبوة اليمنية؛ كشفا حقيقة ما يجري بالمنطقة من تصاعد الأطماع الإماراتية في ثروات اليمن، باستخدام الغطاء الخيري في تحقيق أهداف أبوظبي بقناع يظهر غير ما يبطن. ففي مديرية جردان التابعة لمحافظة شبوة، اهتمت فضائيات الإمارات سواء الرسمية أو الموجهة لليمنيين ومنها قناة الغد الموالية للإمارات، وزّع الهلال الأحمر الإماراتي بقيادة العقيد قوات مسلحة الإماراتي محمد المهيري، أربعة آلاف سلة غذائية على الفقراء والمحتاجين من أبناء المديرية، مع إبداء التقرير سعادة الأهالي بالمساعدات على أنهم فقراء، في حين أنهم ليسوا كذلك حسبما كان الحدث الثاني الذي كشف أن "الإمارات" قدمت لفرنسا ضمانات بحق شركتها العملاقة "توتالط في الاستثمار النفطي والغازي بمحافظة شبوة جنوب شرق اليمن، وهو تصرف يستثني الحكومة القائمة من اليمنيين، ويكشف تواطئ دولي مع دولة احتلال. الحقول النفطية ومنذ 3 أغسطس الماضي، كشف مسؤولون يمنيون أن ميليشيات "النخبة الشبوانية" المدعومة والموالية لدولة الإمارات سيطرت على "عَتَق" عاصمة محافظة شبوه، جنوبي اليمن، والعديد من المدن والبلدات الأخرى، إضافة لجردان التي وزعت فيها المساعدات، ومدينة العقلة، فضلا عن سيطرتها القديمة على بلدتي عزّان وحبّان المشهورتين بتواجد عناصر من القاعدة فيها، بالإضافة إلى سيطرتها على حقول النفط في المحافظة. وجاءت تحركات قوات النخبة الشبوانية بغطاء جوي متواصل من طائرات قوات التحالف العربي والتي تعد دولة الإمارات ثاني أكبر قوة عسكرية فيها، وأكدت أن قوات النخبة الشبوانية أحكمت قبضتها أمس على عاصمة المحافظة وعلى حقول إنتاج النفط في شبوه، في حين كانت أحكمت سيطرتها في وقت سابق على ميناء بَلحاف النفطي لتصدير الغاز اليمني المسال. تكوين النخبة المثير للدهشة، أن سيطرة النخبة الشبوانية وقيادتها من العسكريين الإماراتيين، تتم على مناطق هي في الأساس تحت سيطرة القوات الحكومية والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي. غير معترف بها وتتكون النخبة الشبوانية، بحسب عسكريين يمنيين من قوات غير نظامية على أساس مناطقي، من أبناء القبائل الموالية لدولة الإمارات في شبوه- من تواليهم الإمارات بالمساعدات الغذائية والملابس دوريا- وفي الوقت نفسه توفر لهم السلاح الثقيل وتضخه لهم بشكل كثيف وبغطاء جوي لا يتاح لليمنين أنفسهم. ولا تعترف بقوات النخبة السلطات الحكومية اليمنية وترفض إدراجها ضمن قوات الجيش أو القوات الأمنية اليمنية، لأن عقيدتها العسكرية بنيت على أساس الموالاة لدولة الإمارات ورفض أوامر وسياسات الحكومة اليمنية. مثلها في ذلك قوات النخبة الحضرمية التي تسيطر على محافظة حضرموت ومنشآتها النفطية وكذا سيطرة الحزام الأمني على محافظة عدن ومنشآتها الحيوية وفي مقدمتها الموانئ والمنطقة الحرة، وكل هذه القوات غير النظامية تم إنشاؤها وتمويلها وتسليحها من قبل القوات الإماراتية. عناوين براقة وتدافع الإمارات من خلال إعلامها الرسمي والموازي في اليمن، عن قوات النخبة التي تدربها وتمولها برضا قادة القبائل المشترى بالأموال وبمساعدات الهلال الأحمر الإماراتي الغطاء الرسمي لأهداف الإمارات. وتعلن الإمارات أن المهمة الرئيسية لقوات النخبة الشبوانية التي انتشرت في مدينة عتق وبقية المدن الأخرى في محافظة شبوه هي "مهمة تأمين أنبوب النفط والغاز المسال الذي يتم تفجيره بين فترة وأخرى"، والتركيز بشكل واسع على أن "عملية عسكرية نوعية" تتم ضد القاعدة في شبوة. ومن مزاعم مليشيات شبوة، ما ذكره المركز الإعلامي ل"النخبة" من أن مهمتهم الرئيسية "بسط نفوذ النخبة على جغرافيا محافظة شبوة، لخلق الأمن والاستقرار..وعودة الشركات النفطية". وأتهم المركزالإعلامي القوات الحكومية والمقاومة الشعبية بأنهم "مرتزقة" وإن وجود "النخبة" الشبوانية سينهي الدور الميليشاوي للمقاومات المرتزقة والألوية الانتهازية التي لم تبن وفق آلية ومعايير عسكرية. ثروات شبوة وأطماع أبوظبي