منذ الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، اتجهت المؤسسة العسكرية لاستبدال مصانعها الحربية إلى "سبوبات" بزعم دعمها للمواطن المصري ،فمن " لبن الجيش" إلى "كعك العيد" مرورا بالمواد استهلاكية وتموينية تابعه للجيش ،حتى جاء الدور على وجبة تلاميذ المدارس. هذا ما كشفت راندة حلاوة، رئيسة الإدارة المركزية للتسرب التعليمى بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى بحكومة الانقلاب، بشأن تفاصيل خطة التغذية المدرسية للعام الجديد 2017/2018.
وقالت، فى تصريحات صحفية لها اليوم، إن الوزارة اتخذت مجموعة من الضوابط، لتقديم وجبة مدرسية خالية من أية مشكلات أو سلبيات، على غرار ما حدث العام الماضى.
وأضافت "راندة" أن عدة جهات حكومية تم التنسيق معها للإشراف على سلامة الوجبة وإنتاجها، منها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى والصحة والتضامن والتموين، وبعض الجهات الأخرى، إضافة إلى المتابعة الكاملة والمستمرة من مجلس الوزراء.وفق بوابة الأهرام
وزعمت أن الوزارة قررت إلغاء الوجبة الجافة، وهى الجبنة والعيش، التى حدثت مشكلات بسببها العام الماضى، وادعاءات تسمم بين الطلاب، لافتة إلى أن الوجبة ستتضمن بسكويت 50 جراما محسنا لتلاميذ رياض الأطفال، و80 جراما لطلاب المرحلة الابتدائية، واستبدال الوجبة الجافة بقطعة باتيه 50 جراما سادة وباتيه بالجبنة وقطعة حلاوة، وأيضا فطيرة بالعجوة، مع الاستمرار فى توزيع الوجبة المطهية لطلاب المدارس الداخلية.
وأشارت رئيسة الإدارة المركزية للتسرب التعليمى إلى أن الوجبة تستهدف تلاميذ مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية ومدارس التعليم المجتمعى.
كما زعمت "حلاوة" أن الهدف العام من التغذية توفير وجبة غذائية صحية وسليمة تساعد على إشباع الأطفال، ومساعدتهم على التركيز فى أثناء اليوم الدراسى وخفض نسب التسرب.
سوابق
وجنى أطفال مصر العديد من المشاكل جراء تناول وجبة العسكر والتى كانت ما بين عُلب "البسكويت" و"الفطيرة" وأحيانًا "خبز وجبن وبيض ولبن" يحصل عليها نحو 14 مليون طالب بمراحل التعليم الأساسى، ورغم ضرورة الوجبة للتلاميذ، إلا أن سوء إنتاجها يخرجها بصورة غير قابلة للاستهلاك الآدمي، ليكون تناولها محاولة للانتحار، أمام احتمالات باتت مؤكدة لإصابة الطلاب بتسمم قد يقضي على حياتهم، ليكون نتيجة مسئولية مشتركة بين كل من وزارة التربية والتعليم و"مورديها" خاصةً مع استخدامهم طرق تخزين غير آدمية، ووزارة الزراعة ومصانعها، ووزارة الصحة ومراقبيها.
وقالت الدكتورة مايسة حمزة، مدير الإدارة العامة لمراقبة الأغذية بوزارة الصحة فى تصريحات سابقة، إن منظومة التغذية المدرسية تتسم ب" اللامركزية"، موضحًة: إن لجنة من وزارة الصحة رصدت سوء حالة في مخازن المدارس وصلت نسبتها إلى 40%.
فساد الوجبات.. تسمم التلاميذ
وقد أجبرت تكرار حالات تسمم الطلاب في بعض محافظات الجمهورية، بإنتهاء العام الدارسى الماضى 2016/2017، تعليم الانقلاب على وقف صرف التغذية المدرسية في كافة المحافظات، في محاولة منها ٌامتصاص غضب أولياء الأمور على صحة أبنائهم بعد تكرار حالات الإصابة.
وشهد شهر مارس الماضى تعددت حالات تسمم الطلاب جراء تناول وجبات التغذية المدرسية وكان أشهرها في محافظة سوهاج ، بعد تسمم ما يقرب من 3300 طالب بعد تناول وجبة التغذية المدرسية، وكذلك حسبما أعلنت مديرية التربية والتعليم بمحافظة المنوفية عن تسمم أكثر من 80 طالبا بمدرسة كفر الخضرة جراء تناول التغذية المدرسية.
وكان آخر تلك الوقائع هو إعلان وزارة الصحة والسكان، إصابة 312 تلميذا بأعراض التسمم الغذائي بمحافظاتالسويس وأسوان والقاهرة، مشيرة إلى نقل المصابين بواسطة سيارات الإسعاف إلى المستشفيات لإسعافهم وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم.
وأيضا في مدرسة عثمان بن عفان الابتدائية بمنطقة كبريت البحارة مركز الجناين بمحافظة السويس، أصيب 211 تلميذا بأعراض التسمم الغذائي ونقلوا لكل من مستشفى السويس العام ومستشفى السويس للتأمين الصحي بواسطة 24 سيارة إسعاف، وفي مدرسة رفقة الابتدائية المشتركة بنجع العرب مركز نصر النوبة بأسوان فأصيب 98 تلميذا بأعراض التسمم الغذائي ونقلوا إلى مستشفى كوم أمبو العام ونصر النوبة بواسطة 16 سيارة إسعاف.
وفي مدرسة طلعت حرب الصناعية بنات بشارع شامبليون بمحافظة القاهرة، أصيبت ثلاث طالبات بأعراض التسمم الغذائي ونقلهن إلى مستشفى قصر العيني بواسطة سيارات الإسعاف.
مليار جنيه
ومع بداية العام الدراسى الماضى زعمت تعليم الانقلاب أنه يجب تطبيق برنامج التغذية المدرسية لطلاب المراحل التعليمية المختلفة في المدارس بجميع المحافظات، والذي يستهدف تقديم وجبة غذائية متنوعة، مشيرة إلى أن المخصصات المالية للوجبة المدرسية للعام الدراسي بلغت مليار جنيه، مقابل نحو 957.8 مليون جنيه العام الماضي 2015/2016.