تحل الذكرى الثامنة والأربعون، على الحريق المشؤوم للمسجد الأقصى المبارك، والذي وقع على يد المجرمين الصهاينة بتخطيط من متطرفين، أبرزهم مايكل دنيس روهن، في الوقت الذي تستمر فيه ممارسات التطرف، على يد المستوطنين اليهود الذي يدنسون المسجد الأقصى يوميا برعاية من الحكومة الصهيونية، وسط صمت الحكام العرب. وأصدرت الهيئة الإسلامية العليا للقدس بيانا اليوم الاثنين بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين، لحريق المسجد الأقصى المبارك، مصدرة في بيانها قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: 114]. وأكدت الهيئة أن الجماهير الإسلامية في العالم كله تستذكر حريق الأقصى المشؤوم الذي وقع صباح يوم الخميس في 21/8/1969م، على يد المجرم (مايكل دنيس روهن) وعلى يد مجرمين آخرين لم يتم الكشف عنهم، وذلك بتخطيط من الاحتلال الإسرائيلي البغيض، مضيفا أن الذكرى العدوانية الحاقدة المشؤومة لا تزال مستمرة ومتلاحقة بهذا الأقصى المبارك وبصور متعددة من اقتحامات عنصرية غوغائية من الجماعات والأحزاب اليهودية المتطرفة، يتقدمهم وزراء وسياسيون ونواب كنيست يهود.، وكذلك من الجيش الإسرائيلي بملابسه العسكرية لرحاب الأقصى، ومن الحفريات التي تهدد أساسات المسجد القبلي الأمامي من الأقصى المبارك، بالإضافة إلى التصريحات المحمومة في هذه الأيام من وزراء ومسؤولين إسرائيليين في الحكومة اليمينية المتطرفة ومن أعضاء الكنيست المتهورين، تمس حرمة الأقصى المبارك، والتي تكشف عن أطماع اليهود بالأقصى، والتي تدعي زوراً وبهتاناً بأن الأقصى مقام على أنقاض هيكل سليمان المزعوم، وأن السيادة على الأقصى المبارك لهم!!. وأعلنت الهيئة الإسلامية العليا بالقدس موقفها الإيماني المبدئي بما يأتي: 1.إن مساحة المسجد الأقصى المبارك، كما هو معلوم، مئة وأربعة وأربعون دونما(الدونم الواحد ألف متر مربع) فيشمل المسجد القبلي الأمامي، ومسجد قبة الصخرة المشرفة، والمساطب واللواوين والأروقة والممرات والآبار والبوابات الخارجية وكل ما يحيط بالأقصى من الأسوار والجدران الخارجية بما في ذلك حائط البراق. 2.إن هذا المسجد المبارك هو للمسلمين وحدهم بقرار إلهي من الله عزّوجل، وذلك منذ حادثة الإسراء والمعراج،وحتى يومنا هذا وإلى يوم القيامة، وأن المسلمين متمسكون به، ولا تنازل عن ذرة تراب منه. وهو يمثل جزءاً من إيمان ما يقارب ملياري مسلم في العالم في هذه الأيام. 3.لا علاقة لغير المسلمين بهذا المسجد لا سابقاً ولا لاحقاً، كما لا نقر ولا نعترف بأي حق لليهود فيه. 4.نستنكر ونرفض الاعتداءات التي يقوم بها اليهود من اقتحامات متوالية لرحاب الأقصى التي هي جزء من الأقصى، وأن هذه الاقتحامات العدوانية لن تعطيهم أي حق فيه. 5.نستنكر ونرفض الحفريات والأنفاق التي تجريها دائرة الآثار الاسرائيلية تحت الأقصى وفي محيطه. 6.نثمن قرارات منظمة اليونسكو الأخيرة، والتي أعلنت من خلالها أن المسجد الأقصى المبارك للمسلمين وحدهم، ولا علاقة لليهود به، ومن قراراتها أيضاً أن مدينة القدس مدينة محتلة، وأن الإجراءات الإسرائيلية في هذه المدينة هي إجراءات باطلة وغير قانونية. 7.سيبقى صوت الأذان مرتفعاً فوق مآذن الأقصى والمساجد الأخرى في فلسطين ، هذا الأذان الذي أول من رفعه في جنبات الأقصى هو الصحابي الجليل بلال بن رباح –رضي الله عنه- مؤذن الرسول محمد –صلى الله عليه وسلم-. 8.إن الأقصى أسمى من أن يخضع لقرارات المحاكم ولا الحكومات ولا الكنيست الإسرائيلي، وهو غير قابل للتفاوضات ولا للمقايضات ولا للتنازلات ولا لأي تفاهمات. 9.يتوجب على الحكومات في العالم العربي والإسلامي أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه القدس والأقصى، وأن يتداركوا الموقف قبل فوات الأوان، ولات ساعة مندم. 10.نحث على شد الرحال إلى الأقصى في الأوقات والأيام جميعها، وبشكل مستمر، فالأخطار لا تزال محدقة به. 11.تحية احترام وتقدير لحراس المسجد الذين يقومون بواجبهم، وللمرابطين والمرابطات ولطلاب وطالبات مساطب العلم في رحاب المسجد الأقصى المبارك، الذيم يدافعون عنه. 12.تحية صادقة وحارة إلى المقدسيين، وإلى إخوتنا في مناطق 48 الذين هبوا هبة لإيمانية لنصرة الأقصى وبخاصة في الفترة من 14/ 7- 27/7/ 2017م حتى أعادوا السيادة الإسلامية للمسجد الأقصى المبارك، وردوا كيد المعتدين المتغطرسين.