حذر علي سالم الدقباسي، رئيس البرلمان العربي، من المساس بالمسجد الأقصى المبارك، واصفا إياه بأنه خطا أحمر لا يجوز المساس به. وقال الدقباسي- في بيان له اليوم السبت- "إنه يتعين على إسرائيل عدم التعرض لمدينة القدس، بما فيها المسجد الأقصى لأية تغيرات في طبيعتها العربية الإسلامية، ويجب حمايتها والمحافظة عليها وفقا لاتفاقيات جنيف الرابعة لعام 1949، واتفاقية لاهاي عام 1905، ومبادئ وقواعد القانون الدولي، ووفقا للقرارات الدولية، وبخاصة قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقضية الفلسطينية". وأضاف الدقباسي أن تصاعد التوتر والصدام بين المواطنين الفلسطينيين في المسجد الأقصى وبين قوات الاحتلال واقتحامها لباحات المسجد، واستخدامها للقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وذلك في محاولة منهم اقتسام باحة المسجد الأقصى لإقامة ما يسمى ب"عيد العرش اليهودي"، في حين أن الهدف الرئيسي هو احتلال وتهويد ليس المسجد الأقصى فحسب، وإنما الأراضي الفلسطينية بأكملها. وناشد رئيس البرلمان العربي البرلمانات والمنظمات المعنية، وبخاصة جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، واليونسكو، والإليكسو،ا تخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لوقف الاعتداءات المستمرة على مدينة القدس والمسجد الأقصى، ومنعها مما تقوم به من عمليات حفر الأنفاق تحت المسجد وحوله، بهدف هدمه وتحويله إلى جزء من الكيان الصهيوني. وكان عدد من المصلين قد أصيبوا في باحات المسجد الأقصى المبارك بعد اقتحامه من قبل المئات من عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلي بعد صلاة الجمعة أمس والتي هاجمت المصلين بالهراوات والقنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع، إضافة إلى الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط. وفي نفس السياق تصدر اقتحام متطرفين إسرائيليين لساحة الأقصى الشريف تحت حراسة الشرطة، والأوضاع في سوريا اهتمامات صحف عربية صادرة اليوم السبت. ففي الرياض، قالت صحيفة "عكاظ" السعودية تحت عنوان "لا مساس بالأقصى والقدس" إن اقتحام قوات الشرطة الإسرائيلية الإجرامي لباحات المسجد الأقصى المبارك أمس، ليس الأول ولن يكون الأخير في تاريخ الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وإنه على الفلسطينيين أولا التوحد، ووضع خلافاتهم جانبا في هذه اللحظة المهمة لإنقاذ الأقصى والقدس، وعلى جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ولجنة القدس تحمل مسئولياتها لحماية المسجد الأقصى، وإنقاذ القدس. كما كشفت "عكاظ" نقلا عن مصادر كردية سورية مطلعة، عن مساع لتوحيد الطوئف الكردية السورية والاستعداد لمرحلة مابعد سقوط نظام بشار الأسد، من خلال تشكيل لجنة أمنية مشتركة بين المجلس الوطني الكردي، ومجلس إقليم غربي كردستان، من أجل الإدارة المشتركة للمناطق الكردية، أو ما يسمى بالمحافظات، بعد انحسار سيطرة النظام السوري على هذه المناطق شمال البلاد. وأوضحت الصحيفة أن المفاوضات تجرى بين الوطني الكردي، وما يسمى مجلس غربي كردستان، غير أنها تواجه بعض المعوقات من الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني التابع لمجلس غربي كردستان، مشيرة إلى أنهم يرفضون أن تكون هذه الإدارة للمناطق الكردية بإشراف الهيئة الكردية العليا. فيما قالت صحيفة "اليوم" السعودية تحت عنوان "غطرسة اسرائيل في مواجهة التاريخ" إن إسرائيل لا تزال تتمادى في غطرستها، على الرغم من أن الربيع العربي قد غير كثيرا من سلوكيات السلطات في منطقة الشرق الأوسط، والغريب أن زعماء إسرائيل يصرون على تفردهم وأنهم شعب مختار، بدلا من التفكير مليا بالتغيرات الجارية حولهم، وتغيير سياساتهم العدوانية التي لم تعد صالحة الآن، ومن المفترض أن يفهم الإسرائيليون أن زمن القوة يأفل، وأن الحقوق أصبحت الآن أكثر تأثيرا. وفي بيروت، اعتبرت صحيفة "المستقبل" اللبنانية أن إعلان إيران انتصار نظام الأسد أمر حتمى وبأنها ستربح الحرب فى سوريا بمثابة معركة مفصلية ومصيرية ضد الثورة السورية، مؤكدة أن طهران لا تكف عن بعث رسائل إلى كل من يهمه الأمر، ليس فقط تحت عنوان أنها لن تسمح بسقوط بشار الأسد، بل تحت عنوان أنها لن تسمح بسقوط دورها الإقليمي الكبير والعميق. وذكرت الصحيفة أن إيران تهدد بأنه في حال سقوط النظام في سوريا، فإن أنظمة وعروش كثيرة في منطقة الشرق الأوسط ستهتز بواسطة الطيف الشيعي الموجود بها واليد الإيرانية التي تحركه، مشيرة إلى أن طهران تعد لصفقة كبرى ومصالحة تاريخية مع الولايات الأميركية، شرط ضمان أمريكا لبقاء نظام الأسد، وأنها عرضت على واشنطن عبر وسطاء نافذين مجموعة من الحوافز غير المسبوقة؛ أهمها تجميد البرنامج النووي، وإيجاد تسوية مرضية لسلاح حزب الله، وتسهيل مهمة تحوله إلى حزب سياسي لبناني، ووقف دعم المنظمات الفلسطينية المسلحة. بدورها، قالت صحيفة "الشرق" اللبنانية إن الجيش السوري كان منذ 39 عاما يقاتل إسرائيل، أما اليوم فإن جيش النظام السوري يقتل السوريين، وهذا القتال نتج عنه قتلى تجاوز عددهم 40 ألفا، وتدمير نحو نصف المدن السورية وكثير من البلدات والقرى، وبرغم نقص دعم الجيش السورى الحر دوليا تزداد الانهيارات في الجيش النظامي كل يوم، بينما يتعزز وضع الجيش الحر الذي يتمدد ويسيطر على مقار وقواعد عسكرية لجيش النظام الذي يتقهقر. وفي الدوحة، أكدت صحيفة "الوطن" القطرية الصادرة اليوم في افتتاحيتها أن إدانة مجلس الأمن الدولي بأقسى العبارات قصف قوات النظام السوري لبلدة حدودية تركية يوم الأربعاء الماضي جاءت بمثابة "قرصة أذن"، وأن ما يلفت في هذا الحادث الحدودي الذي استفز العالم أن تركيا لم تصمت على مقتل خمسة من مواطنيها سفكت دماءهم قذيفة مورتر سورية فأقامت الدنيا ولم تقعدها وردت على النيران بنيران. وقالت صحيفة "الراية" القطرية إن اقتحام قوات الأمن الإسرائيلية المعززة بحرس الحدود والجنود المسجد الأقصى المبارك أمس واشتباكها مع المصلين الفلسطينيين يشكل تصعيدا خطيرا للأوضاع يؤكد أن الدولة العبرية تخطط لتنفيذ مؤامرة جديدة تجاه المدينة المقدسة، موضحة أن خطورة هذا الاقتحام الأمني تأتي من أنها جاءت بعد أقل من يوم على اقتحام مماثل للمسجد قام به 50 متطرفًا من المستوطنين اليهود بقيادة عضو حزب الليكود موشي فيلجين، وأداء شعائر وطقوس تلمودية بساحة المسجد، ما يؤكد وجود تواطؤ متكامل داخل أجهزة الدولة العبرية لتنفيذ المخطط المشبوه تجاه القدس الشريف والدولة الفلسطينية.