أعلن مكتب زعيم التيار الصدري العراقي، وأحد المكونات الرئيسية في الحشد الشعبي الشيعي مقتدى الصدر، اليوم الأحد، في بيان صادر عنه أن الأخير سيتوجه اليوم الأحد إلى دولة الإمارات تلبية لدعوة رسمية. وأشار المكتب إلى إرسال أبوظبي طائرة خاصة "لنقل الصدر ذهابا وإيابا". ومهد وزير خارجية أبوظبي أنور قرقاش للزيارة بتغريدة مساء أمس قال فيها "انتقاد الإعلام الإيراني لزيارة مقتدى الصدر إلى السعودية يؤكد ضرورة الاستمرار في الانفتاح على العراق، الطريق وعّر ولكن البعد العربي يتطلب ذلك". وأجرى الصدر يوم الأحد الماضي، زيارة إلى المملكة العربية السعودية، التقى خلالها بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وعدد من المسئولين. وأكد مكتبه لاحقا، في بيان، أن الزيارة أسفرت عن نتائج عدة، منها "تبني خطاب ديني وإعلامي معتدل". وذكر البيان أن الصدر بحث، مع ابن سلمان، سبل تعزيز العلاقات بين الرياضوبغداد، وأن آراء الطرفين توافقت حول "عدد من المواضيع التي تهم العراق ووحدته واستقراره وأمنه والعملية السياسية وتعزيز التعاون في مجالات عدة". التدخل في اليمن وفي تصريحات قريبة لمقتدى الصدر خص بها صحيفة الشرق الأوسط السعودية قال: "محمد بن سلمان أخبرني بأن الحرب على اليمن ستنتهي قريبا"، وهو ما أعتبره البعض تأكيد لما ذكره صفحة "مجتهد" سابقا. وقال الصدر إنهما ناقشا ملفات عدة من ملفات المنطقة بينها اليمن، والبحرين، وسوريا، والقدس، والعلاقات الإيرانية-السعودية، وكذلك علاقات بغدادبالرياض، مشيرًا إلى أن الاجتماع اتسم بالصراحة بين الطرفين. وفي تصريحات لدويتشه فيله الالمانية قال "الصدر": "الرياض بأنها بمثابة "الأب"، السعودية أثبتت قوتها وهي تعمل على إحلال السلام بالمنطقة". وطالب الصدر بمشروعية المليشيات الطائفية التي شكلها والسيستاني والحكيم عندما طلب دمج الحشد الشعبي بالقوات الحكومية بعد زيارة الرياض مباشرة. زعيم مليشيا وأوضح الصدر أن كافة الخلافات التي تسود المنطقة يمكن حلها تدريجياً حتى ولو استغرق ذلك وقتاً، مشيراً إلى أن ذلك يشمل الوضع القائم بين الدول الأربع وهي السعودية ومصر والبحرين والإمارات، من جهة، وقطر، من جهة، معتبراً أن الأخيرة لديها حساسية من التنازل، لكنها ستتنازل، وسترجع إلى حضنها العربي شيئا فشيئاً. وتابع أنه طالب بتنحي "رئيس النظام في سوريا بشار الأسد" من منصبه منذ أكثر من شهر، مشيرًا إلى أن تنحي الأسد يمكن أن يساهم في إحلال السلام. وحول وجود خلافات بين عمار الحكيم وإيران، ذكر زعيم التيار الصدري في العراق أن الوضع لا يصل إلى مرحلة خلاف، لكن هناك بعض المشاكل التي لم يتم حلها حتى الآن، مضيفًا أن هناك خلافات أيضًا داخل المجلس الأعلى الإسلامي في العراق نتيجة وجود شخصيات كبيرة ترى نفسها في مستوى الحكيم. وفي الشأن الداخلي العراقي، أكد الصدر أنه لا بد من مركزية الدولة العراقية، دون أن يكون هناك جيشان في البلد، قائلاً إن العراق سيواجه مشكلات كبيرة إذا لم يصل إلى مرحلة الدمج بين قوات الحكومة والحشد الشعبي، تحت قيادة رئيس الوزراء، وكذلك قائد القوات المسلحة. توافق مع الحكومة وعلى الرغم من أن الصدر يتبنى في المعلن خطابا يعارض الحكومة العراقية الطائفية هي الأخرى، إلا أنه اتفق معها فيما يتعلق بأقليم كردستان، وهو ما يعبر عن نوايا شيعية للسيطرة على كافة الأقاليم السنية كل في دوره ووقته. حيث حذر زعيم التيار الصدري من انفصال إقليم كردستان، قائلاً إنه اتصل بقادة الإقليم و"تمنيت أن يؤجلوا" الاستفتاء المرتقب على الانفصال. وأضاف: "نعتبر الأكراد من تشكيلات العراق، ونريدهم أن يكونوا منا وفينا، ولكن بعض المشاكل المتراكمة من الحكومة السابقة أدت إلى ابتعادهم والوصول إلى هذه الدرجة حيث (باتوا) يريدون الانفصال". ورأى أنه في حال تقرر انفصال كردستان فإن ذلك "سيجلب مشاكل من الداخل والخارج". يذكر أن هيمن هورامي، وهو مستشار بارز لرئيس كردستان العراق مسعود بارزاني، قد أعلن في شهر يونيو الماضي أن إقليم كردستان سيجري استفتاء للاستقلال في نهاية سبتمبر المقبل. وأوضح أن التصويت سيشمل مناطق كركوك وخانقين وسنجار ومخمور.