يواصل الانقلاب العسكري الدموي ممارساته الاستفزازية، بعدما شنّت مليشيات الاتقلاب حملة اعتقالات في صفوف مواطنين سودانيين بمدينة شلاتين إحدى مناطق المثلث الذي يضم أيضا حلايب وأبو رماد. وبحسب "العربي الجديد" فقد طلب السودان من مصر رسميا تقديم توضيح بشأن حملة اعتقالات شنتها الأجهزة الأمنية المصرية وطالبت ما يزيد عن 120 سودانيا في منطقة الشلاتين بدعوى دخولهم بدون تصاريح إقامتهم بشكل مخالف، في ظل أنهم يعملون على أرض محل نزاع غير محسوم حتى الآن.. بحد تعبير المصادر. فيما تقول مصادر مصرية إن الحملة تأتي كرد فعل، وليست فعلا من جانب مصر، بعدما رصدت أجهزة سيادية مصرية زيادة كبيرة في أعداد السودانيين الذين دخلوا المدينة، بشكل غير معهود، متابعة "الأمر بات مثيرا للريبة، وبدا وكأنه محاولة لزرع مواطنين سودانيين وتوطينهم في تلك المناطق فيما يشبه سياسة فرض الأمر الواقع". وكانت القاهرة قد بدأت سلسلة من القرارات التي وصفها مسؤولون سودانيون في حينها بالاستفزازية، كان في مقدمتها مصادقة رئيس الوزراء الانقلابي شريف إسماعيل، منتصف الشهر الجاري على قرارات تتعلق بإنشاء مجموعة من المرافق الحكومية في منطقة مثلث حلايب وشلاتين وأبورماد المتنازع عليها بين البلدين، في منطقة البحر الأحمر. وكان وزير الزراعة بحكومة الانقلاب عبد المنعم البنا قال في تصريحات سابقة له، إن إحدى أولويات العمل الحكومي خلال المرحلة المقبلة تتمثل في تنمية المناطق الحدودية في حلايب وشلاتين وكذلك سيناء، مشيراً إلى التوجه لإقامة مشاريع مختلفة، ومؤكداً أن تنمية وتوطين أهالي حلايب وشلاتين يستهدف زيادة الدخل وتحسين حالة الأمن الغذائي للمجتمعات البدوية الفقيرة. وتشهد العلاقات المصرية السودانية توترا ملحوظا في ظل إصرار الخرطوم على اتخاذ موقف حيادي بشأن ملف سد النهضة، واتجاهها لإبرام اتفاقيات مشتركة مع إثيوبيا، وعدم تبنّيها للموقف المصري، إضافة إلى الخلاف التاريخي بشأن منطقة المثلث الذهبي، وما يتخلل ذلك من تراشق إعلامي كان آخره، ما أعلن عنه الرئيس السوداني عمر البشير في وقت سابق عن ضبط معدات وسيارات مدرعة مصرية بحوزة متمردين في دارفور.