طبق المقدسيون مقولة الشيخ الشهيد أحمد ياسين: "لقد أثبت شعبنا على مدار التاريخ أنه الأقوى شكيمة والأصلب إرادة بين شعوب العالم قاطبة".. جاءت مقولة الشيخ الشهيد في وقتها تماما؛ حيث يحتفل المقدسيون والمرابطون بتغلبهم على الاحتلال الصهيوني، الذي اضطر، فجر الخميس، لإزالة الممرات والجسور الحديدية من ساحة باب الأسباط قرب المسجد الأقصى المبارك، والتي نصبتها بهدف تعليق كاميرات ذكية عليها. وأعلن المرابطون أنهم مستمرون في جهادهم أمام أي تصعيد صهيوني في المسجد الأقصى. وقررت اللجنة الفنية لدائرة الأوقاف الإسلامية، والمرجعيات الدينية دعوة الفلسطينيين إلى دخول المسجد الأقصى المبارك، واستكمال الرباط من داخله لفرض السيادة عليه. احتفالات وصلاة وأزالت قوات الاحتلال كافة المسارات الحديدية في المكان، وذلك بعد إصرار المقدسيين على الاعتصام أمام بوابات المسجد الأقصى لوقف كافة الإجراءات الأمنية التي حاول الاحتلال فرضها، مما أجبر الصهاينة على التراجع وإزالة كافة البوابات الإلكترونية، كما أزالت كافة الجسور والممرات وقواعد الكاميرات التي نصبت في منطقة باب الأسباط بعد عملية 14 يوليو الجاري. وكشفت الصور والفيديوهات أن الاحتلال أزال هذه الجسور والممرات من ساحة الغزالي في باب الأسباط، بعد يومين من إزالة البوابات الإلكترونية، ونقلها خارج البلدة القديمة بالقدس، وقالت القناة العاشرة الاسرائيلية إن ازالة هذه الجسور والممرات جاءت بعد طلب الأوقاف والمرجعيات الدينية. وأدى المئات من الفلسطينيين صلاة الفجر عند منطقة باب الأسباط، رافضين الدخول الى المسجد لحين تقديم لجنة دائرة الأوقاف تقريرها حول أوضاع أبواب الأقصى بعد إزالة المنصات والمسارات الحديدية والجسور. وتعالت أصوات التكبير من قبل آلاف المقدسيين الذين أبدوا فرحتهم برضوخ الاحتلال، وانكساره أمام إرادتهم وتصميمهم على عدم الصلاة بالمسجد الأقصى إلا بعد تراجع الاحتلال عن كافة إجراءاته. وتجمع المقدسيون في المدخل الخارجي لباب الأسباط واحتفلوا مرددين "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" و"لن تركع أمة قائدها محمد"، فيما أطلق شبان الألعاب النارية. وأكدت المرجعيات الدينية أنها ستتسلم تقرير اللجنة الفنية لدائرة الأوقاف للتأكد من أن سلطات الاحتلال تراجعت عن كافة إجراءاتها التي اتخذت على أبواب الأقصى عقب الرابع عشر من الشهر الجاري، كما شددت المرجعيات على أنه لا دخول ولا صلاة داخل الأقصى قبل تراجع الاحتلال عن كافة إجراءاته التي نفذها عقب عملية القدس الأخيرة. بدوره، قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني "لقد قدم الشعب الفلسطيني الشهداء والأسرى والجرحى إلى جانب اعتصامات سلمية يومية وصلوات على أبواب الأقصى، وهذه الأمور مجتمعة أجبرت الاحتلال العودة عن قراره وإجراءاته على الأبواب". وأضاف أن الحكومة اليمينية المتطرفة افتعلت الأزمة بالمسجد الأقصى، والكل الفلسطيني بأطيافه على كلمة واحدة نؤكد أن لا دخول إلى الأقصى حتى عودة الأمور به إلى ما قبل الرابع عشر من الشهر الجاري. وأوضح الكسواني أن الجميع متشوق للصلاة في الأقصى والدخول إليه، ونريد الدخول إليه بعزة وكرامة، لكن نطلب التريث حتى يتم صدور تقرير اللجنة".