مرّت ساعات كثيرة على الحادث الإرهابي، الذي استهدف مصلين في أحد مساجد لندن، وكان الصمت سيد الموقف، في مشهد مغاير لحوادث أخرى مماثلة، منها ما حدث في لندن خلال أوقات سابقة قريبة، إذ كان المسئولون الأوروبيون والعرب يتداعون لإدانة تلك الحوادث، إلا أن "دم المسلمين" على ما يبدو لا يستدعي إدانة أوروبا للإرهاب. فقط لأنه حادث بلندن، توعّدت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي بمراجعة استراتيجية "محاربة الإرهاب"، وقالت "ماي"، في مؤتمر صحفي، اليوم الإثنين: إن "قوات إضافية من الشرطة سيجري نشرها لطمأنة المجتمع المسلم". ولكنها اعتبرت الحادث نموذجا للتطرف وليس الإرهاب، في تصريحها الأوّلي، حيث أضافت "شهدنا محاولة لتقويض الحريات.. التطرف مدمر لقيمنا وأسلوب حياتنا". صمت ترامب وأشارت صحيفة "ديلى ميرور" البريطانية إلى الفارق بين رد فعل ترامب– الصمت- تجاه هجوم جسر لندن، الذى تبنّاه تنظيم داعش مؤخرا، والتزامه الصمت بعد هجوم ضد مسلمين بمسجد لندن، فى كبرى المدن العالمية. ولفتت الصحيفة إلى أن مغردى مواقع التواصل الاجتماعى لاحظوا فشل ترامب فى إدانة الهجوم، وقال "برندان كوكس"، ناشط من لندن: "يجب أن نُذكّر ترامب بأنّ هجوما وقع ضد المسلمين فى لندن، ننتظر الإدانة". وقال "مات ماكدرموت": إن ترامب صامت أمام حادثة مسجد لندن، أما بعد هجوم جسر لندن سارع بنشر معلومات غير مؤكدة، وطالب بحظر هجرة المسلمين. فرح وابتهاج وعلّقت الصحافة البريطانية على الحادث، بتساؤل عن أسباب ابتهاج المسعفين للمصابين، فقالت "لماذا كان الفرح يبدو على وجوه المسعفين وهم يسعفون أحد ضحايا هجوم لندن الأخير؟!". وقال مدير دار الرعاية الإسلامية بلندن، في تصريحات صحفية: "منفذ الهجوم قال عقب دهس المصلين الخارجين من المسجد: قمت بواجبي". الصحفي السعودي سامي الثبيتي، علّق على مجموعة الصور المعبرة عن الفرح قائلا: "هذه الصور هدية بلا تحية للمنسلخين المفتونين بإنسانية الغرب، مسعفون ورجال شرطة بريطانيون يضحكون ويتشفّون أثناء نقل الضحايا". رؤية رسمية وعلّق نعمان قورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي، على الحادث وأحداث المنطقة، قائلا: إن "الإعلام الغربي يحاول إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام.. الإعلام الغربي لا يتحدث عن الإرهاب المسيحي أو اليهودي". وأضاف "علينا أن نكون يقظين إزاء ما يحاك ضدنا ونعزز العلاقات العربية التركية.. فهناك حملة ضد تركيا بهدف إيقاع فتنة بين العرب والأتراك". من جانبه، دعا مجلس مسلمي بريطانيا السلطات إلى "تعزيز إجراءات الأمن خارج المساجد"، ووصف حادث دهس مصلين في لندن "بالمظهر العنيف لإرهاب الإسلام". ورأى نشطاء أن "حادث دهس المسلمين في لندن "هيعدّي عادي جدا زي شكة الدبوس مع حذف كلمة إرهاب من القاموس؛ لأن الجاني غير مسلم". وقال نيفين ملك، ناشطة حقوقية قبطية: "كيف سيصف الإعلام فى الغرب حادث دهس المصلين في لندن؟". حادث الدهس وذكرت الشرطة البريطانية أن شخصا قتل وأصيب 10 آخرون، وأن سائق السيارة عمره 48 عاما، وأن المواطنين أمسكوا به إلى أن اعتقل ونقل للمستشفى، وأنه سيخضع لتقييم للصحة العقلية، وهو ما أثار سخرية النشطاء. وقالت هيئة إسعاف لندن، إن ثمانية أشخاص نقلوا للمستشفيات، وإن اثنين آخرين تلقيا العلاج من إصابات طفيفة بموقع الحادث. وأضاف أن "الواقعة هي أعنف مظاهر لإرهاب الإسلام في بريطانيا في الأشهر الأخيرة"، ودعا السلطات إلى تعزيز إجراءات الأمن خارج المساجد مع اقتراب نهاية شهر رمضان.