أكد الكاتب الصحفي وائل قنديل، أن عرب ترامب هم عرب السيسي هم عرب إسرائيل، في هرولتهم المتشنجة للالتحاق بالركب الإسرائيلي الصهيوني، حيث لا يتورّعون عن دهس الشقيقن موضحا أنه ليس هناك ما يدعو إلى الدهشة من تصريح دونالد ترامب، بشأن "القادة الذين أشاروا إلى قطر عند حديثه عن مواجهة الإرهاب"، فالثابت أن هؤلاء تخطو مرحلة الوشاية إلى "الإبلاغ" بالمعنى الاستخباراتي المباشر. وأضاف قنديل -في مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الأربعاء- أن الرئيس الأمريكي، الأكثر عنصرية والأشرس رغبة في الابتزاز، يحاول تقمص شخصية البريء الذي لا يعلم أكثر مما يبلغه به القادة العرب، وكأنه ليس رئيساً لبلد يمتلك أقوى جهاز استخبارات في العالم، يستطيع من خلاله أن يعرف الحدث قبل وقوعه، كما جرى مع حوادث الإرهاب في مصر، ويراقب كل شبرٍ في العالم على مدار الساعة. وأكد أن ترامب "تاجر دين شاطرٌ" يعرف كيف يصل إلى ما يريد، وكيفية الاستثمار في اللحظة، وفي المدى البعيد، ويفهم كيف يستدعي الإرهاب، وكيف ومتى يسيّره، فيحصد الثمار. وقال: "القصة عند ترامب ليست إسلاماً ومسيحية، فلا هو لديه موقفٌ مبدئي من الإسلام، ولا هو راعي المسيحية في العالم، ترامب عقيدته هي الدولار، ومن ثم تتغير مقولاته وتتبدّل، حسب المكان الذي يقف فيه، ويحصد منه الغنائم، وعلى ذلك يتأرجح بين حالتي الزعيم المهووس بالكراهية للإسلام، بإطلاق، والصديق الذي يحترم إسلام الانقلابات العسكرية، ممثلاً في عبد الفتاح السيسي، ويقدّر الإسلام المعتدل "البترودولاري". وأكد قنديل أن عرب الانقلابات، والثورات المضادّة، سيكولوجية ترامب، وعرفوا مداخلها، ومن ثم حشدوا كل إمكاناتهم للاستثمار في هوس ترامب وكراهيته، وأيقنوا أن اللحظة باتت سانحةً لكي يحسموا أمرهم، ويعلنوا عن اصطفافهم مع العدو الذي يريده ترامب صديقاً وشريكاً، ويطعنوا الشقيق الذي تشتعل صدورهم بالغل ضده، ليتضح هرولتهم المتشنجة للاتحاق بالركب الإسرائيلي. وتابع: " بعد انقلاب عبد الفتاح السيسي مباشرةً، اشتعلت الدوائر السياسية والإعلامية الصهيونية بالحماس والدعوة إلى استغلال الانقلاب في تعزيز التعاون مع السلطات الجديدة من أجل ما أسمته "تشديد الحرب على الإسلاميين"، فذهب قائد سلاح البحرية الإسرائيلي السابق، إليعازر مروم، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" إلى ضرورة تزويد سلطة الانقلاب بالمعلومات اللازمة في حربها ضد الإسلاميين، على اعتبار أنهم يمثلون عدوا مشتركا لإسرائيل وللسيسي".