ما أقسى أن يبحث الأبناء عن أبيهم في ليلة العيد فلا يجدونه، أو أن ينتظروا تهنئته فلا يسمعونها، أو أن يستعدوا لاستقبال "العيدية" والخروج لصلاة العيد مع الوالد والمرور على الأهل والأقارب فإذا هم محرومون من تلك الأمور البديهية؛ لأن قادة الانقلاب قرروا حرمانهم من "لذة النظر إلى وجوه الآباء"، وكانوا أكثر قسوة حين لم يسمحوا في بعض السجون بالزيارة ليكملوا اللوحة القاتمة للظلم التي رسخها قائد الانقلاب، وساعد في تنفيذها معاونوه من الأجهزة الأمنية. في المقابل، لم يستسلم بعض الأبناء لذلك الغياب القسري لآبائهم عنهم في ليلة العيد وأيامه، فقرروا إرسال التهاني بالفيديو لهم، لعل أحدهم يشاهدها خلال الزيارة فتخفف قليلا من معاناته.
أبناء معتقلي البحيرة هم الذين بدؤوا الحملة، عبر رسائل تهنئة بالفيديو إلى آبائهم داخل السجون، طالبوا خلال الفيديوهات التي بثوها على مواقع التواصل الاجتماعي بالإفراج عن آبائهم، كما قدموا التهئنة للآباء الذين غيبهم الانقلاب في السجون، ومنعهم من احتضان أبنائهم وتهنئتهم بالعيد، ومنحهم "العيدية" التي تعودوا عليها منهم.
الأبناء لم يكتفوا بتهنئة آبائهم بالعيد، بل طالبوا بإخراج كافة المعتقلين من أقبية السجون، التي يجب أن يدخلها المجرمون الذين دبروا الانقلاب ونفذوه. كما أكد الأبناء صمودهم حتى تحقيق المطالب الثورية الكاملة.