رغم دعم السلفيين بالإسكندرية للانقلاب العسكري، تمكنت مديرية الأوقاف، التابعة لحكومة الانقلاب بمحافظة بالإسكندرية، من ضم 21 زاوية بمحافظة الإسكندرية كان يسيطر عليها "البرهامية"، أتباع ياسر برهامي، وذلك على خلفية زيارة مختار جمعة للمحافظة، أول أمس الجمعة. وبحسب مصادر بمديرية أوقاف الإسكندرية، فقد تم ضم 11 زاوية بمنطقة العامرية، بعد جولة مفاجئة على الزوايا التي يسيطر عليها أتباع ياسر برهامي، من جانب الدكتور عبد الناصر نسيم عطيان، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، حيث شدد على ضبط إجراءات العمل بأوقاف العامرية ومساجدها، مع ضرورة إبعاد أى متشدد من أتباع برهامي عن المساجد والزوايا. وكلف وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية الشيخ البدرى السمان ركابى، وكيل المديرية بمتابعة تنفيذ هذه الإجراءات الحاسمة، مؤكدا ضرورة إعادة هيكلة مساجد العامرية. وشنت مديرية الأوقاف بالإسكندرية حملة على ثانى أهم معاقل السلفيين بالإسكندرية، وهى أماكن "الساعة والعوايد والسيوف"، والتى يتواجد بها العديد من السلفيين المسيطرين على الزوايا الصغيرة المتواجدة أسفل المنازل، وذلك بعد ورود العديد من الشكاوى لمديرية الأوقاف. منع صلاة الجمعة وقررت مديرية وزارة الأوقاف بالإسكندرية ضم جميع الزوايا المخالفة، وتغيير الأقفال الموجودة عليها، وتعيين عامل على كل زاوية، مع تشديد الإجراءات عليها، وتأكيد ضرورة إغلاقها عقب الصلاة، مع منع إقامة الدروس بها، بالإضافة إلى إغلاقها أثناء صلاة الجمعة، وتوقيع العامل المسؤول عن هذه الزواية على إقرار بذلك. كما تم تعيين خطيب ومقيم للشعائر من قبل وزارة الأوقاف لتلك الزوايا المخالفة، لمنع سيطرة السلفيين عليها. ومن ضمن الزوايا التى تم ضبطها، زاوية عمار بن ياسر بمنطقة الساعة، البركة، المتوكل على الله، التوحيد، أولياء الرحمن بجوار جاد الساعة، عباد الرحمن، المنان، الفردوس. كما شنت مديرية أوقاف الإسكندرية حملة على أوقاف محرم بك، وقررت ضم زاويتين، كانتا تسيطر عليهما الدعوة السلفية، وتم كشفهما خلال الحملة المفاجئة لضم الزوايا، بالإضافة إلى زوايا بمطقة سيدى بشر. ومن جانبه، أكد الدكتور عبد الناصر نسيم عطيان، وكيل أوقاف الإسكندرية، أن هذه الإجراءات التى تشنتها المديرية على الزوايا، هدفها إبعاد أصحاب الأفكار المتشددة من أتباع ياسر برهامي، وذلك ضمن خطة الوزارة للسيطرة على جميع المساجد. وكان وزير الأوقاف بحكومة الانقلاب الدكتور محمد مختار جمعة، قد التقى المسؤولين بالوزارة، أمس الأول الجمعة، محذرا من الزوايا الصغيرة، وإقامة صلاة الجمعة بمساجد المحافظة، إلا بتصريح مسبق من وزارة الأوقاف. يشار إلى أن البرهامية دعموا الانقلاب العسكري الدموي على أول رئيس مدني منتخب، وأرسلوا مندوبا عنهم هو الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور حاليا، مشددين على ولائهم للنظام العسكري الدموي بعد انقلاب 30 يونيو 2013، فسلطه الله عليهم يسومهم سوء العذاب، ويصادر المساجد التي كانوا يسيطرون عليها بحرية قبل الانقلاب. وبحسب مراقبين، فإن جمعة يتزلف إلى الأجهزة الأمنية بهذه الإجراءات؛ أملا في بقائه بالوزارة بعد خسارة المعركة مع مشيخة الأزهر، وانحياز السيسي للطيب رغم الخضوع الشديد من جانب جمعة لأجهزة الأمن بصورة مهينة وغير مسبوقة.