واصل ملايين الأتراك احتشادهم في 80 محافظة؛ تلبية لدعوة الرئيس رجب طيب أردوغان و«تجمع الديمقراطية والشهداء» الذي يضم العدالة والتنمية، الحزب الحاكم، وأحزاب المعارضة الرئيسية الممثلة في البرلمان؛ تنديدا بمحاولة الانقلاب الفاشلة منتصف شهر يوليو الماضي. وأظهرت الصور وصول الرئيس التركي أردوغان بعد دقائق من وصول الرئيس السابق عبد الله غل؛ للمشاركة في المظاهرة. ويشارك أيضا رئيس الأركان العامة خلوصي أكار، ورئيس الشؤون الدينية محمد غورماز، ورئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، إضافة إلى كبار رجال الدولة ولفيف من قادة المعارضة السياسية، ما عدا حزب الشعوب الديمقراطي، رابع الأحزاب الممثلة في البرلمان التركي. وأعلن «تجمع الديمقراطية والشهداء» عن مشاركة رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليتشدار أوغلو، ورئيس حزب الحركة القومية المعارض دولت بهجلي، إضافة إلى رئيس الوزراء بن علي يلدرم، ممثلا عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث سيلقي كل منهم كلمة للحضور، قبل أن تختتم الفعالية بكلمة أردوغان. ومن ميدان يني كابي، أكد مراسل الجزيرة عمار الحاج، قبل بدء فعاليات المليونية، توافد الآلاف من المتظاهرين إلى الموقع من مدن بعيدة، حيث تم توفير وسائل نقل مجانية لتسهيل وصولهم، مضيفا أن الفعالية لم تشهد رفع أي أعلام حزبية، وأن العلم التركي هو الوحيد الذي يرفعه المشاركون. ونقلت وكالة الأناضول عن رئيس مجلس إدارة الشركة المنظمة للتجمع أن التحضيرات تجري على أساس مشاركة ما بين ثلاثة وخمسة ملايين شخص، مشيرا إلى وجود 165 نقطة تفتيش أمني كإجراء احترازي. كما أعلنت مديرية أمن إسطنبول أن من يتولى مهمة حماية أمن التجمع 15 ألفا من أفرادها، بالإضافة إلى زورقين لخفر السواحل ومروحيتين. وكان الرئيس التركي قد قال، في مقابلة مع الجزيرة: إن كل أطياف الشعب والأحزاب التركية سيشاركون في التجمع المليوني، وأضاف أن العالم سيرى الأتراك على قلب رجل واحد. وفي إجابته عن سؤال بشأن عدم مشاركة حزب الشعوب الديمقراطي- الذي يمثل الأكراد- في التجمع الذي دعا إليه، قال أردوغان: إن حزب الشعوب يدعم "منظمة إرهابية"، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني، "وهم دائما يتربصون بنا، والإرهاب والانقلاب لا يختلفان". ومنذ ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت ليل 15 يوليو، تشهد ميادين معظم المدن والولايات التركية، مظاهرات حملت اسم "صون الديمقراطية"؛ للتنديد بالمحاولة الانقلابية الفاشلة، تلبية لدعوة وجهها أردوغان للجماهير، ومن المنتظر أن يكون تجمع "الديمقراطية والشهداء" اليوم تتويجًا لتلك المظاهرات. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف الشهر المنصرم، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع منظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية. وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن؛ ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، ما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية- غولن يقيم في الولاياتالمتحدة منذ عام 1998- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة؛ الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.