خفايا كثيرة وكواليس متعددة شهدها انقلاب العسكر الفاشل، مساء الجمعة 15 يوليو الماضي، ووفق المخطط الذي وضعه الانقلابيون وتم الكشف عنه مؤخرا، فإن 3 مروحيات على متنها عشرات العسكريين كانت مهمتهم الوحيدة هي اعتقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو اغتياله. انطلقت المروحيات الثلاث إلى الفندق الذي كان يقيم فيه الرئيس التركي في مدينة مرمريس بأنقرة، وقامت بالاشتباك مع حرس الرئيس وقصف الفندق، ولكن الرئيس كان قد ترك الفندق قبل ذلك بنصف ساعة على الأقل. الرجل الذي أنقذ أردوغان من الاغتيال وكشفت وسائل إعلام تركية تفاصيل جديدة حول كيفية نجاة أردوغان من محاولة الاغتيال في مدينة مرمريس، التي كان موجودا فيها. وقالت صحيفة «حرييت» التركية، إن قائد الجيش الأول "أوميت دوندار" اتصل بالرئيس أثناء وجوده في منتجع في مرمريس، وقال له: «أنت رئيسنا الشرعي وأنا إلى جانبكم.. يوجد انقلاب كبير، الوضع خارج عن السيطرة في أنقرة، تعالوا إلى إسطنبول، وأنا سأؤمن لكم طريق الوصول والإقامة هناك». وأضافت الصحيفة «بعد الاتصال بقرابة الساعة، اقتحمت وحدات خاصة مدعمة بمروحيات مكان إقامة الرئيس لاعتقاله أو اغتياله، لكنه كان في ذلك الوقت في الطريق إلى إسطنبول». يذكر أن أردوغان أكد محاولة الاغتيال هناك، بينما قال رئيس الوزراء "بن علي يلدريم": إن خطأ في التوقيت ساعد في نجاة أردوغان، بينما جرى الحديث عن مقتل 2 من أفراد الحماية الخاصة بأردوغان في الهجوم. كلمة دوندار يؤكد فيها فشل الانقلاب تفاصيل مثيرة وفي ذروة محاولة الانقلاب التركي، كانت طائرة الرئيس التركي على مرأى من طائرتي إف 16 تابعتين للانقلابيين، ومع ذلك استطاع النجاة منهما. كان الرئيس التركي عائدا إلى إسطنبول من منتجع مرمريس الساحلي، بعد قيام جزء من الجيش بمحاولة انقلاب عسكري، ليلة الجمعة الماضية. أغلق الانقلابيون الجسر المار فوق البوسفور، وحاولوا السيطرة على المطار الرئيسي في إسطنبول، كما أرسلوا الدبابات إلى مبنى البرلمان في أنقرة، وفقا لما نشره موقع وكالة رويترز. وقال ضابط سابق في الجيش مطلع على الأحداث، لوكالة رويترز: "قامت طائرتان على الأقل من طراز إف 16 بالتحرش بطائرة الرئيس أردوغان، بينما كانت تحلق في طريقها إلى إسطنبول. وحددت رادارات الطائرتين موقع طائرة أردوغان وطائرتي إف 16 المرافقتين له والمخصصتين لحمايته". وأكد مسؤول تركي رسمي أن طائرة الرئيس أردوغان المدنية تعرضت لمضايقات أثناء طيرانها من مطار مرمريس من قبل طائرتي إف 16 التابعتين للانقلابيين، لكنه استطاع الوصول إلى إسطنبول بأمان. مسؤول آخر قال إن "الطائرة الرئاسية كانت في مشكلة أثناء تحليقها"، لكنه لم يعط تفاصيل إضافية. وقال أردوغان بعد إنهاء الانقلاب: إن الانقلابيين حاولوا مهاجمته في بلدة مرمريس وقصفوا الأماكن التي كان متواجدا فيها بعد مغادرته بوقت قصير. وقال المسؤول الثاني: إنه "نجا من الموت بفارق دقائق". هبط حوالي 25 جنديا على فندق في مرمريس، مستخدمين الحبال ومطلقين النار بعد دقائق في محاولة واضحة لتصفيته، حسبما أعلنت قناة CNN Turk. تعرض رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، أيضا لاستهداف مباشر في إسطنبول خلال الانقلاب ونجا بأعجوبة، حسبما قال المسؤول، دون ذكر تفاصيل إضافية. ورصدت مواقع تعقب الطائرات طائرة من نوع Gulfstream IV، وهي نوع من الطائرات المدنية التي تملكها الحكومة التركية، وهي تقلع من مطار دالامان الذي يبعد مسافة ساعة وربع من مرمريس، حوالي الساعة العاشرة وأربعين دقيقة من مساء الجمعة. ثم دارت الطائرة في حلقات جنوبإسطنبول، تقريبا في نفس الوقت الذي قال فيه شاهد عيان لرويترز في المطار إنه كان لا يزال يسمع أصوات الرصاص، قبل أن تحط الطائرة. أصوات إطلاق النار والانفجارات هزت مدينتي إسطنبولوأنقرة، خلال ليلة الجمعة، إذ قام الانقلابيون بقصف مقر الاستخبارات والبرلمان في العاصمة. كما أمروا التلفزيون الرسمي بإعلان حظر التجول في البلاد كلها. لكن المحاولة فشلت حين قامت القوات الموالية للرئيس أردوغان بإجبار الانقلابيين على التراجع، بينما طلب الرئيس التركي من الشعب النزول إلى الشارع لمساندته، وذلك في مكالمة مصورة من هاتف جوال بُثت على قناة CNN Turk. وتمكن أوندار، قائد الجيش الأول، من تأمين استقبال طائرة الرئيس في مطار إسطنبول، وبثت الفضائيات تصريحات أردوغان التي أكد فيها مواجهة الانقلابيين واستعادة زمام الأمور، وهددهم بعقاب رادع، وهو ما ساهم بقوة في إفشال الانقلاب، وتجرأ الشعب والشرطة على اعتقال المشاركين فيه، واستعادة المدرعات والآليات، وهي المشاهد التي بثتها الفضائيات، وأكدت أن أردوغان استعاد السيطرة وحسم الصراع. في أعقاب ذلك مباشرة، خرجت تصريحات من معظم الدول التي كانت في حالة ترقب، تحسم فيها أمرها بضرورة احترام الشرعية والحكومة المنتخبة.