وسط انشغال الانقلاب بالنهب والقمع وفرض السيطرة على الشعب المِصْري بالغلاء والقمع لإخماد ثورته ضد الانقلاب، باتت الآثار والتاريخ والحضارة المصرية، نهبا مستباحا للسرقة والانهيار. فقد أصاب الإهمال الشديد عددًا من المعالم الأثرية التى تعود لحقبات تاريخية مختلفة، وكان آخر ما أعلن عنه الحالة السيئة التى وصلت إليها قباب أثرية بقرية البهنسا بمحافظة المنيا، وانهيار أجزاء من جدرانها لتوقف أعمال الترميم بها منذ 8 سنوات. فيما تعاني وزارة الآثار من عجز صارخ فى أعداد حراس الأمن بالمناطق الأثرية، فى الوقت الذى قرر فيه مجلس الوزراء وقف التعيينات فى الوزارة. يقارن خبراء آثار بين الآثار المصرية المعرضة لكافة أنواع الإهمال والانهيار والسرقة وبين منزل شكسبير فى إنجلترا؛ حيث يحافظون على منزله وآثاره، حتى حذاء زوجته محفوظ هناك بحالته جيدة كما هو. وبجانب انهيار الميراث العقارى من القرن الماضى والذي تم إزالة معظمه وحل محله أبراج خرسانية ليس فيها فن أو ذوق، وصل الإهمال الذي يرقى للجريمة إلى أضرحة صحابة رسول الله بصعيد مصر. وكان سلامة زهران، مفتش آثار بقرية البهنسا بمحافظة المنيا، قد أكد، في تصريحات إعلامية، اليوم، أن القباب الأثرية التى تحتضن عددًا كبيرًا من صحابة النبى محمد "صلى الله عليه وسلم" بالقرية فى حالة سيئة للغاية ومهددة بالانهيار، موضحًا أن أعمال الترميم توقفت منذ أكثر من 8 سنوات فى قبة أبوسمرة، مما أدى إلى انهيار أحد جدرانها، وأن القبة بشكل عام على وشك الانهيار فى أى لحظة، لوجود تعديات على التل الأثرى وحرم القبة من الناحية الجنوبية والغربية، ورفع كميات من التل الأثرى المقامة عليه القبة. كما انهارت بعض الجدران المجاورة لزاوية الصلاة المكملة للقبة من الناحية الجنوبية، فضلا عن سوء حالة قباب الأمير زياد ومحمد الأنصارى ويحيى البصرى وعبادة بن الصامت ومحمد الخرسى وخولة بنت الأزور، ومحمد بن عقبة وعبد الله التكرور والحسن بن صالح. وتتميز قرية البهنسا بتلالها الأثرية ومواقع الحفائر والعديد من الآثار الهامة المسجلة فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية، منها مسجد الحسن الصالح بن على زين العابدين ومئذنة أبو سمرة وقباب الصحابة والشهداء "17 قبة". وتخضع البهنسا للمادة 20 من قانون حماية الآثار 117 لسنة 1983 والمعدل بعض مواده فى 2010، بالإضافة إلى أراضى الحرم الخاصة بآثار البهنسا خاصة حرم قباب "السبع بنات ويحيى البصرى وعبد الرحمن بن أبى بكر وأبو سمرة وفتح الباب".