توجه الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة عام 48، من مدينة أم الفحم صباح اليوم الأحد إلى مدينة بئر السبع؛ حيث سيقضي 9 شهور في السجن تنفيذًا لقرار محكمة الاحتلال الإسرائيلية بما يعرف بخطبة وادي الجوز. ولم تكد ساعات الصباح تشرق، حتى كانت جماهير غفيرة بانتظار وداع "شيخ الأقصى" معبرين عن تضامنهم معه، ورافضين لسياسات الاحتلال الهادفة إلى تغييبه عما يتعرض له المسجد الأقصى ومدينة القدس في ظل استمرار مخططات التهويد.
وتجمهر بوداع الشيخ صلاح أمام خيمة مناهضة حظر الحركة الإسلامية جموع غفيرة من الجماهير الشعبية والشخصيات الاعتبارية والقيادية، فيما انطلق الشيخ رائد صلاح بموكب شعبي باتجاه السجن، معتبرًا هذه الفترة من الاعتقال التي تمتد لتسعة أشهر بمثابة اعتكاف. معربا عن شكره وتقديره لجميع المودعين، محملهم أمانة الحفاظ على المسجد الأقصى والقدس الشريف، قائلا: "شرف لي وللأمة أن ندخل السجن من أجل الحفاظ وحماية الأقصى والقدس الشريف، أنا أدخل السجن بمشيئة الله، وليس بمشيئة نتنياهو".
ومن المقرر أن يبدأ الشيخ رائد صلاح قضاء محكوميته، وذلك تنفيذا للحكم النهائي القاضي بسجنه الفعلي لمدة 9 أشهر وذلك بتهمة "التحريض على العنصرية والعنف"، وهو ما عرف ب"خطبة وادي الجوز" التي ألقاها في القدس بشهر فبراير عام 2007، وجاء في ملف المحكمة آنذاك "أن الخطبة التي ألقاها الشيخ صلاح تزامنت مع الأشغال التي تم تنفيذها في باب المغاربة".
ويحاول الاحتلال البحث عن أي دوافع لتغييب الشيخ صلاح عن الساحة السياسية بالداخل المحتل، وكذلك تغيبه عما يخطط له الاحتلال تجاه مدينة القدس والأقصى، إلا أن الشيخ صلاح اعتبر هذا التصرف لن يوقف مسيرة الدعم والتأييد التي تبنتها الحركة الإسلامية والفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام48.