شاهد.. مزرعة العسكر السعيدة.. الجيش يحصد الشعير وينتظر "فول سوداني"

لم يعد أحد يفهم على وجه الدقة فى دولة العسكر دور المؤسسة العسكرية أو طبيعة المهام الموكلة إليها بعد أن تفرغ الجنود إلى مهمة بيع اللحوم والخضراوات عبر منافذ متنقلة وثابتة فى عدد من المحافظات، ورصف الطرق الصحراوية التى تخضع لسيطرة الجيش، وغيرها من المشروعات التي لا تدخل في صميم عمل المؤسسات العسكرية في العالم، بقدر من ترسخ سيطرت الجنرالات على مفاصل الدولة.

وفي الوقت الذي تبدو أوضاع الجنود المصريين مزرية في سيناء في ظل توالي العمليات العسكرية في شبه الجزيرة المنكوب وتواصل نزيف الدماء، وافتقاد الجيش المصري لأي دور محوري على الصعيد العربي، على الرغم من الأزمات العاصفة التي تهدد الأمن القومي في اليمن وسوريا وليبيا، خرج رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ليزف البشري للشعب المصري بقدرة الجنود البواسل على زراعة الشعير والباذنجان.

اللواء أركان حرب كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية، أعلن عن حصاد أول محصول تم زراعته في مشروع المليون ونصف فدان خلال الأيام القليلة القادمة فى منظقة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، دون أن يكشف عن أسباب بقاء حقيبتي الزراعة والري ضمن المجلس الوزاري طالما تكفل الجيش بالزراعة واستصلاح الآراضي.

وأوضح الوزير- خلال حواره لبرنامج "ممكن"، المذاع على قناة "سي بي سي"- مساء السبت، أن الشعير هو المحصول الذي سيتم حصاده خلال أيام؛ حيث تم زراعة 5 آلاف فدان بمنطقة الفرافرة، موضحًا أنه تم اختيار الشعير كأول محصول لزراعته، لأنه يعمل على تمهيد التربة للزراعة وتحسين جودتها وبيان أماكن القوة والضعف فيها، فضلا عن عدم احتياجه لمبيدات وأسمدة كثيرة.

وأشار إلى أنه تم حتى الآن زراعة 10 آلاف فدان في الفرافرة، تشمل 7500 فدان قمح وشعير، و2500 فدان بازنجان وكرنب وأشجار زيتون؛ حيث تم استخدام نظام الري المحوري الحديث لترشيد استهلاك المياه خلال عملية الري.

وأكد أن القوات المسلحة استقرت على الاستصلاح فى منطقة الفرافرة باعتباره الأنسب بعيدا عن منطقة الدلتا التي تشهد كثافة سكانية عالية للغاية وتعاني تربتها من انتشار الحشرات والأمراض، فضلا عن تعرضها لتعديات كبيرة خلال الفترة الماضية؛ ما أدى إلى انخفاض إنتاجيتها.