مر أمس الذكرى 92 لإسقاط الخلافة الإسلامية في 3 مارس عام 1924؛ حيث انتهت الخلافة الإسلامية رسميًّا بإزاحة الخليفة العثماني السلطان عبد المجيد الثاني ونفيه هو وجميع أفراد أسرته، على يد مصطفى كمال أتاتورك.. لتنتهي الدولة الإسلامية الشاملة التي أنارت الحضارة الإنسانية. الخليفة العثماني الأخير هو السلطان عبدالمجيد الثاني بن عبدالعزيز الأول بن محمود الثاني عبدالحميد الأول بن أحمد الثالث بن محمد الرابع بن إبراهيم الأول بن أحمد الأول بن محمد الثالث بن مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح بن مراد الثاني بن محمد الأول جلبي بن بايزيد الأول بن مراد الأول بن أورخان غازي بن عثمان بن أرطغل (1868 - 1944)، تولى الخلافة من 19 نوفمبر، 1922 حتى 3 مارس 1924. تولى عبدالمجيد الثاني حكم الدولة العثمانية بعد أن تم إلغاء نظام السلاطين وتجريد الخليفة من جميع امتيازاته في عام 1340ه. وبعد ثلاثة أيام فقط من توليه للخلافة، افتتح مؤتمر لوزان ووضع الإنجليز أربعة شروط للاعتراف باستقلال تركيا: إلغاء الخلافة الإسلامية في البلاد، وطرد جميع بني عثمان من تركيا، ومصادرة كافة أملاكهم في الدولة، وإعلان تركيا دولة علمانية. المؤتمر فشل، فعاد الوفد إلى تركيا ونشأ خلاف بين مصطفى كمال أتاتورك وبجانبه رئيس الوفد مع الجمعية الوطنية وبجانبها رئيس الوزارة، لكن استقالة رئيس الوزارة أتاحت لأتاتورك حل الجمعية والسيطرة على الأمور، ولم تستطع الجمعية الوطنية فعل شيء، ثم قام أتاتورك بإعلان الجمهورية وتنفيذ جميع شروط الإنكليز فقبلت إنكلترا بالاعتراف بتركيا وتم إلغاء الخلافة. ولد مصطفى كمال في 19 مايو 1881 في مدينة سلانيك اليونانية، وكانت تابعة للدولة العثمانية وقتئذ وتوفي في 10 نوفمبر 1938، أطلق عليه اسم الذئب الأغبر، واسم أتاتورك (أبو الأتراك). وبسقوط الخلافة سقطت مفاهيم الدولة المبنية على المبادئ والقيم الرفيعة والأخلاقيات، وحلّت محلها المفاهيم المبنية على المصالح والأهواء والماديات. وصف القلقشندي الخلافة: ب"حظيرة الإسلام، ومحيط دائرته، ومربع رعاياه، ومرتع سائمته، التي بها يحفظ الدين ويحمى، وبها تصان بيضة الإسلام، وتسكن الدهماء، وتقام الحدود فتمنع المحارم عن الانتهاك، وتحفظ الفروج فتصان الأنساب عن الاختلاط، وتحصن الثغور فلا تطرق، ويذاد عن الحرم فلا تقرع". واليوم تقف الأمة الإسلامية أمام مشروع تقسيم جديد أشد وطأة بانقلابات على إرادة الشعوب التي ترفض الاستبداد والفساد، وغخضاع شبابها الحر الذي يستهدف إعادة الخلافة كفكرة ومشروع وقيم حاكمة.. إلا أن صحوة الشعوب التي أسقطت الديكتاتوريات العربية ستنتصر في النهاية. وحول الخلافة الإسلامية يقول الباحث في التاريخ الإسلامي محمد الهامي: الخلافة هي خلافة النبوة، وحراسة الدين، وسياسة الدنى، وكانت من نعم الله على هذه الأمة، ولو لم تكن الدولة العثمانية موجودة لحدثت إبادة محققه للمسلمين، مشيرًا إلى أن الدولة العثمانية دافعت بسيوفها عن سلالة العرب، ولقد حاول المسلمون على مدار 8 قرون فتح القسطنطينية ولم تفتح إلا على يد العثمانيين، لافتًا إلى أن الدولة الصفوية تحالفت مع الإسبان والبرتغال ضد الدولة العثمانية. الهامي : الخلافة العثمانية كانت من نعم الله على هذه الامة .#صدى_الثورة Posted by قناة مكملين - الصفحة الرسمية on 3 مارس، 2016