سخر الدكتور خالد فهمي، أستاذ التاريخ بالجامعة الأمريكية، من خطاب قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، أمس، واصفًا "هرتلة" الجنرال ب"الخطاب التاريخي الذي يطول حوله الكلام". وقارن فهمي- في تدوينة له على صفحته على "فيس بوك"- بين كلمة السيسي "من أنتم؟" والكلمات المشابهة لها عند القذافي وعبد الناصر والسادات، ساخرًا "الملفت بجد مش هزار إنه وصل للمرحلة دي بعد سنة ونص بس في الحكم". مجنون وطرطور! وبدا "السيسي" مثل نيرون روما، حيث بدت عليه ملامح الغضب، وارتفعت نبرة صوته بشكل ملحوظ في بعض الجمل، وضحك في الوقت نفسه بصوت مرتفع في جمل أخرى. وأقسم السيسي "مهزوزا" أنه لن يترك الحكم: "إنتم مفكرين أني هسيبها كده؟.. لا والله أبدا هافضل أعمر فيها إلى أن تنتهي حياتي أو تنتهي فترتي الرئاسية"، وتابع "أنا بقول لكل المصريين اسمعوا كلامي أنا وبس". من جانبه علَّق خالد شعبان، عضو برلمان "الدم"، على خطاب "جنون" السيسي، قائلًا: "أكد أنه لن يترك البلد خلال فترة رئاسته حتى الانتخابات المقبلة، ردا على مطالبة البعض بانتخابات رئاسية مبكرة". في حين قال الناشط عمرو صلاح الدين: "في حياتي مشفتش ومسمعتش عن ديكتاتور أو حاكم بشكل عام اتهزق واتمسخر واتسف عليه زي السيسي، ولا حتى القذافي، وكل البهدلة دي في أقل من 3 سنين.. مهو برضه حظه المهبب إنه ديكتاتور عرّة ووقع على حجر المصريين، شعب لو ملقاش حاجة يسف عليها بيسف على نفسه، فالسيسي بالنسبة لنا لقِيّة بصراحة.. استمر يا بلحة.. استمر". وقال أحد النشطاء: "يذكرني بالقذافي، غير أن هذا الأخير كان مجنونًا مع شيء من العزة، أما هذا فهو مجنون وطرطور". روح القذافي وقال السيسي متقمصًا روح القذافي: "أنا بقول لكل مصري بيسمعني، إنتوا فاكرين الحكاية إيه، إنتوا مين؟ إنتوا مين؟ لا، دول 90 مليون، وأنا مسؤول أمام الله عنهم، وسأقف أمام ربي يوم القيامة أقوله أنا خليت بالي منهم، عايزين تخلوا بالكم منهم معايا أهلًا، مش عايزين لو سمحتو اسكتوا.. اسكتوا". بهذه العبارات أشعل السيسي مواقع التواصل الاجتماعي، وفتح باب السخرية على مصراعيه في خطابه عن خطة "مصر 2030"، حيث انفعل السيسي بشكل غير معهود على الجمهور، وأخذ يردد تلك العبارات التي يرى مغردون أنها تشبه إلى حد بعيد عبارات القذافي في خطابه الانفعالي، حين ردد للشعب "من أنتم؟.. من أنتم؟". ويرى مغردون أن خطاب السيسي يأتي في مناخ متأزم يعيشه الانقلاب، عقب تزايد الإخفاقات الاقتصادية والسياسية والأمنية، ودخول مصر في ما أطلق عليه مغردون "نفقا مظلما" لا يعلم أوله من آخره، فقيمة الجنيه- التي علق مغردون على انخفاضها أمام الدولار- كانت آخر "خيبات" الانقلاب. كما أن "فناكيشه" ووعوده الاقتصادية تبخرت في هواء الأزمات، بحسب مغردين، فمن "العاصمة الجديدة" إلى "تفريعة السويس"، وصولا إلى "المليون وحدة سكنية"، رأى مغردون "خيبات" متراكمة لنظام يحاول- وفق قولهم- تدثير عجزه بمعارك صوتية أو أمنية. خطاب السيسي الأخير إذن ليس أكثر من محاولة للخروج من المأزق الذي يعيشه انقلابه-بحسب مغردين- حيث قلبت ممارسات أجهزته الأمنية عليه مؤخرا حتى مناطق نفوذه الشعبية في القاهرة، إثر حادثة "الدرب الأحمر" الأخيرة، التي حاصر فيها الأهالي مديرية أمن القاهرة. السخرية- بنظر مغردين- أصبحت الخيار الوحيد للرد على خطابات السيسي، التي غالبا ما تثير عقبها موجات من التندر والفكاهة. وقد علق إعلاميون وناشطون على الخطاب بسخرية واضحة، كان أبرزهم الإعلامي الساخر باسم يوسف، حيث رأى "باسم" أن خطابات السيسي "المضحكة" ستغني الشعب المصري عن برنامجه الساخر الذي كان يقدمه، والذي توقف عقب الانقلاب العسكري.