مع تزايد حدة الفشل الاقتصادي والانهيار الواضح في كافة قطاعات الدولة في ظل الانقلاب العسكري، وارتفاع موجة العنف من قبل داخلية الانقلاب بحق المواطنين المصريين، انتشرت مؤخرا دعوات عدة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة؛ للإطاحة بقائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي. وتنوعت الدعوات من قبل شخصيات سياسية شاركت في انقلاب 3 يوليو، لكنها قفزت من مركبه بعد ذلك، وشخصيات أخرى كانت وما زالت تؤيد الانقلاب الدموي. انتشار الدعوات المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة من قبل بعض الداعمين لمعسكر 30 يونيو، طرح العديد من التساؤلات مثل "من يقف وراء تلك الدعوات؟ ولماذا تزايدت في الفترة الأخيرة؟ وهل هو سيناريو جديد يعد للتخلص من قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بعد أن أصبح بفشله يهدد معسكر الانقلابيين، وربما يتسبب في تدمير كافة مصالحهم الاقتصادية والدولية؟ أم أن ما يجري مسرحية هزلية الهدف منها إظهار أصوات معارضة في الداخل، يتم من خلالها التنفيس عن بعض القوى الليبرالية؟". أبو الفتوح أول من دعا دعوات الانتخابات الرئاسية المبكرة بدأها الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، ولقي بعدها هجوما شديدا من القوى المؤيدة لعبد الفتاح السيسي، وشن الإعلام حملة قوية عليه، فيما اتهمه البعض بالخيانة وطالب بمحاكمته. وقال أبو الفتوح: "إن جميع المعارضين لعبد الفتاح السيسي يتمنون دعوته لانتخابات رئاسية مبكرة من أجل تجنب الفشل السياسي؛ حيث إن الانتخابات الرئاسية المبكرة تجنب أي نظام سياسي الفشل. وأضاف أبو الفتوح- خلال حواره في برنامج "بتوقيت القاهرة" على قناة "بي بي سي عربية"- أن البديل للانتخابات المبكرة في مصر هو الفوضى، موضحًا أن الوطن لم يعد يتحمل التظاهر والفوضى. سعد الدين إبراهيم وعبد الخالق فاروق الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة تكررت على لسان الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز "ابن خلدون للدراسات الإنمائية" والمحلل السياسي. ودعم سعد الدين إبراهيم دعوة الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق، لعبد الفتاح السيسي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وقال: "إن دعوة عبد الخالق فاروق للانتخابات المبكرة جاءت في محلها"، مشيرا إلى "أنه يحق لأي شخص دعوة الرئيس لذلك". ممدوح حمزة وعكاشة وبعدها قال الناشط السياسي المهندس ممدوح حمزة: إن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة هو السبيل الوحيد لإنقاذ مصر مما وصفه ب"تدهور أوضاعها"، مستبعدا قيام ثورة جديدة خوفا من أن تؤدي إلى مجازر مشابهة لسوريا، على حد تعبيره. وقال حمزة- خلال تصريح صحفي معه أثناء تضامنه مع الجمعية العمومية لأطباء مصر بدار الحكمة- "إحنا قضينا على مبارك بالضربة القاضية، والجيش كان مصلحته يقف مع الثورة في ذلك الوقت، وإن وقوفه مع تظاهرات 30 يونيو كان لاستعادة السلطة التي اقتنصها الإخوان منه من خلال الانتخابات في 2012". وانضم الإعلامي الانقلابي توفيق عكاشة، عضو مجلس برلمان الدم، إلى خندق الدعوات المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وزاد على هذه الدعوة بمطلبين آخرين. وشدد عكاشة على أهمية إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وحل البرلمان، وانتخاب برلمان جديد، خاصة بعد قبول استقالة المستشار سرى صيام من مجلس النواب. وأكد "حمزة" أنه لا يمكن إزاحة السيسي بثورة أخرى؛ لأن الجيش هو الذي يحكم، على العكس من ثورة 25 يناير وما حدث فى 30 يونيو، فكلاهما كان لمصلحة الجيش، وأنه يجب اقتناص الإنجازات من المعارك التي تخوضها المعارضة ضد السيسي. عبد الله الأشعل وعلق الدكتور عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على تصريح رئيس وزراء إثيوبيا بأن بلاده لن تتوقف عن بناء سد النهضة، وأنه سيتم افتتاحه في موعده، فقال الأشعل: إن مصر تشغل نفسها بين المكاتب الاستشارية، والتي ستُكلف الدولة حوالي أربعين مليون جنيه. وأضاف أنه حين يخرج تقرير المكتب الاستشاري سيكون السد قد اكتمل بناؤه، وتساءل الأشعل عن الخلل الموجود في مصر، "هل هو من السد أم من القناة أم من الضبعة أم من السياحة أم من الحريات أم من المصداقية؟"، مضيفا أن "البلد تغرق ونحن نتمسك بالسطحيات"، مطالبا بانتخابات رئاسية مبكرة.