حالة من السعار الأمني اجتاحت منصات الأذرع الإعلامية على خلفية مقطع فيديو بثه مراسل برنامج "أبلة فاهيتا" مع الفنان الشاب أحمد مالك خلال المشاركة فى مسرحية احتفالات 25 يناير فى ميدان التحرير، على اعتباره أنه إهانة لجهاز الشرطة ومحاولة لتوشيه أعياد الجهاز الفاشي فى قلب ميدان الثورة. مراسل البرنامج الساخر شادي أبوزيد وصديقه الفنان الشاب حاولا التعبير عن حالة السخط التى سيطرت على قطاع واسع من الشباب على خلفية احتلال العسكر لميدان التحرير وانتشار مجنزرات الانقلاب فى الشوارع، بالسخرية من عقيدة القمع التى يعتنقها النظام العسكري فى مقابل جهل وفشل يسيطر تلك الأدوات التى يستخدمها النظام للبطش بمعارضيه فى مقابل التضحية بهم على عتبات الإرهاب، وقاما بنفخ "أوقية ذكرية" على هيئة بالونات وتقديمها لمليشيات الأمن المركزي "هدية للشرطة من شباب مصر فى 25 يناير". وفى إطار حملات التحريض التى أعقبت انتشار الفيديو على نطاق واسع داخل على مواقع التواصل الاجتماعي، ألقت شرطة الانقلاب القبض على الثنائي الساخر بتهمة إهانة الداخلية، وسط مطالب إعلاميه واسعة بضرور خضوع "شادي ومالك" لمحاكمة عاجلة حتي يكونوا عبرة لغيرهم من الشباب الذى يبحث عن الحرية أو يغضب لما أصاب آلاف المصريين فى معتقلات الانقلاب. وعلى الرغم من مبادرة الفنان الشاب بالاعتذار لكل من أساءه مقطع الفيديو لمحتواه –عبر صفحته الشخصية على موقع "فيس بوك"- إلا أنه رفض الاعتذار لوزارة داخلية العسكر، مؤكدا أنه إذا كان الأمر يستوجب الاعتذار فعلي وزير الداخلية ابتداء عن يعتذر عن اعتقال آلاف الشباب فى السجون وغيره من وزراء حكومة السيسي عن الخراب الذى ضرب مفاصل الدولة وحالة الانهيار العام فى مصر. بدوره، عقب شادي أبوزيد على تلك الضقة التى صاحبت الفيديو فى الوقت الذى تتجاهل فيه ذات الأبواق الأحوال المعيشية السيئة واعتقال الشباب وتشويه ثورة يناير، قائلا: "إيه؟ قفشتوا ليه؟ أنا بهزر.. ده أنا حتى مفقعتش عين متظاهر ولا سحلت بنت في قلب الشارع وعريتها، ولا هو يعني كان لازم اغتصب بنت في كمين عشان الموضوع يهدا؟ طب ليه منعتبرش اللي صورتهم في آخر فيديو دول حزب الله وحماس ولابسين ميري زي قبل كده؟". وأضاف المراسل الساخر: "في وقت صغير أنا بقيت محبوب من أغلب الناس عشان كنت بقدم تقارير في برنامج تلفزيوني محتواه ساخر،كانت أغلب الوقت السخرية وراها معنى، الناس كانت بتستظرفني عشان كنت بضحكهم على الواقع اللي احنا فيه، بس برضه كانت بتشتمني بحجة إني بفضح صورتنا قدام العالم الخارجي، وكنت بصراحة بتفاجئ أنهم مش مستوعبين إن العالم الخارجي يعرف بلاوينا قبلينا واحنا بس اللي عاملين مش واخدين بالنا". وأوضح سبب تصوير الفيديو: "شاركت في ثورة يناير زي ما كتير من المصريين شاركوا فيها، وعمري ما هندم على مشاركتي فيها، الحقيقة إني بعتبر نفسي محظوظ إني شاهد على أغلب أحداث الثورة من أولها لأخرها، شوفت كتير زي ما كتير شافوا، شفت سحل وقتل في عز الظهر من قبل "رجال" الأمن، وبشكل شخصي تمت ممارسة بعض الانتهاكات معايا في أحداث الثورة من ال3 فصائل اللي حكموا من بعد الموجة الأولى من الثورة". وتابع: "عشت في حالة اكتئاب طويلة مع مرور الأحداث وسط عجز تام وعدالة ملهاش وجود...واخيرا...اتمنعنا حتى من ابداء رأينا...ممنوع تعمل مظاهرة وتعبر فيها عن رأيك والا هتتسجن او تتقتل، أغلب الأصدقاء بطلوا الكلام في السياسة وبيحاولوا يتناسوا الثورة علشان التشوه اللي أصيبنا بيه من اللي شوفناه، لكن الحقيقة إنهم مش ناسيين ومش هينسوا ومش هيعرفوا، محدش عارف يتكلم كله ساكت كله خايف ومرعوب وأنا أكترهم". واستطرد: "في ذكرى 25 يناير 2016 بقى في تواجد أمني رهيب في الشوارع مع تهديدات ووعيد لمن ينزل يتظاهر، محدش فعلا نزل وكله مقهور وكله استوعب اننا مش عارفين ننسى، طيب خلاص أنتو فعلا معاكم سلاح ومعاكم السلطة والقانون، بس كل اسلحتكم ديه احنا هنعمل منها نكت، كوميكس أو فيديو صغير وكده كده انتو تقدروا تخطفونا من بيوتنا وتقتلونا في عز الظهر، بس مش هتقدروا تنكروا وجودنا ولا هتقدروا تنكروا انكم نكتة، بس نكتة سخيفة". وأردف شادي: "كلام جميل والبعض هيعتبره شجاعة ناس هتشوفني بطل وناس هتشوفني خاين واستاهل الدبح، بس الحقيقة هي اني واحد عادي كل شوية بيتصنف على حسب مزاج الناس، انا واحد عادي بيهزر وبيسخر وبيخاف كمان، من مشاركتي لأحداث الثورة لحد التقارير الساخرة انا خايف وبزداد خوف يوم عن التاني، وعلى قد ما انا خايف بس بحاول اتمسك بأفكاري ومش بفهم لما حد يقولي كفاية بقى واهدى شوية.. مش بفهم لأن ده انا واحد بيخاف بس بيعمل اللي في دماغه". واعترف: "الخوف دلوقتي مبقاش على نفسي، لأن التهديدات خلت عيلتي كمان عايشة في رعب، بيدفعوا تمن حاجة انا اللي عملتها،كتير بيشتموني بأهلي على انهم ربوا واحد زيي، بس اللي اغلب الناس متعرفهوش ان والدي من زمان بيصدق النظام وبيأيده، وعلى فكرة هو ده احنا افكارنا غير اهالينا". وأضاف مراسل "أبلة فاهيتا": "اخيرا.. شعور غريب انك تبقى محبوب في يوم وتلاقي كل الاعلام مقلوب عليك وعايزينك معاهم علشان انت موهبة واليوم اللي بعده تلاقي في حرب عليك من كل الاطراف بمجرد انك قولت اللي انت عايز تقوله مش اللي هم عايزينك تقوله، ممكن اكون كنت بخاف زمان بس دلوقتي انا مرعوب بس هفضل بعمل اللي في دماغي حتى وانا مرعوب". واختتم تدوينته: "ضحكتوا؟ وقعتوا على ضهركم من الضحك؟ اقولكم حاجة بس متتخضوش،انا مكنتش بقول نكت وكنت بستغرب لما بتضحكوا على التقارير اللي كنت بعملها قبل كده، حاسس ان ايامي معدودة بره القفص، ولما ادخله مش هخرج منه قريب بس لو ديه النهاية خلوني اقولكم اني مبسوط بأصدقائي الكتير اللي ديما كانو بيقفوا جمبي وساندوني في مواقف مختلفة رغم اختلافهم معايا في بعض الاحيان، خلوني اقولكم اني محظوظ اني اعرفكم وآسف على قلقكم الدائم عليا، واسف لصديقي مالك لتوريطه معايا فيما لا احد يستطيع ان يتحمله، هفقد حاجات كتير بحبها اصدقائي واسرتي اولها، وشكرا لمساندة كل واحد ميعرفنيش، اشوفكم في عالم اخر يا احبائي نكون فيه احرارا نضحك دون أن نُسجن".