استاء علماء الدين من الأسلوب الذي سلكه المتظاهرون في الاعتداء على السفارة الأمريكية في مصر، مؤكدين أن هذا السلوك غير جائز شرعا، لأن الرسول صلوات الله عليه نهى عن الاعتداء على الرسل (السفراء ) حتى في حالة الحرب، داعين إلى أن نصرة الرسول تأتي باتباع سنته وإحيائها من خلال ابتكار وسائل جديدة لنشر سيرته ورسالته عليه الصلاة والسلام .. أكد الدكتور عبد الرحمن البر، أستاذ علم الحديث بجامعة الأزهر، وجوب حماية السفارات في أي دولة، لأنه لا يجوز الاعتداء على الرسول، وهو المقصود في هذه الأيام السفير، ولا يجوز الاعتداء على أملاك الغير، لأن هذا يمثل تجاوزا عن الحدود الشرعية، مضيفا، حماية السفارات واجب علينا شرعا طالما قبلنا وجودها وأعطينا لها الأمان، والله نهى عن سب الأديان وآلهة المعتقدات الأخرى حتى لا يكون دافعا لسب الدين والرسول صلى الله عليه وسلم. وتابع، هناك الكثير من الطرق السلمية التي يمكن أن نعبر بها عن غضبنا وننتصر بها لنبينا، ويكون ذلك من خلال التظاهر السلمي، واستخدام الإعلام كوسيلة لنشر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسننه ومواقفه العظيمة التي تبرز عظمة شخصيته، فضلا عن الأعمال الإبداعية التي يمكن أن يساهم فيها المبدعون. ويؤكد أن الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم فرصة لإشعال روح التحدي لنصرته باتباع سنته صلى الله عليه وسلم، ودراسة سيرته، وهذا يدعو الحكومات أن تهتم بتدريس مادة كاملة عن السيرة النبوية. يتفق الدكتور ناجح إبراهيم، القيادي بالجماعة الإسلامية، مع الرأي السابق في أن الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم خط أحمر، مشيرا إلى ترشيد نصرة النبي صلى الله عليه وسلم، بحيث لا تكون مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي نهى عن قتل الرسل حتى في حالة الحرب، لأن الرسل هم الذين يقومون بحل المشاكلات، لذلك فإن الاعتداء على السفارة وما تبعها لا يجوز شرعا، لأن الدولة منحتهم الأمان والرسول صلوات الله عليه أعطاهم الأمان حتى في حالة الحرب. ويضيف: الإسلام أقر شخصية العقوبة حيث تعني أن الذي أجرم هو الذي يعاقب، حيث قال الله في كتابه الكريم (ولا تذر وازرة وزر أخرى )، فالذي يستحق العقاب هو المنتج والمخرج ومؤلف الفيلم، ولكن لا يعاقب شعب بأكمله، مشيرا إلى أن التعبير عن الغضب يجب أن يكون بطريقة منضبطة ومشروعة، فلا يكفي أن تكون الغاية مشروعة بل ينبغي أن تكون الوسيلة كذلك أيضا، ويلفت القيادي بالجماعة الإسلامية النظر إلى أن المسملين يكتفون في هذه المواقف بالصراخ والمظاهرات، في حين إننا لو نظرنا إلى حالنا وجدنا أنفسنا لا ننصره حقا بهذه الأفعال، فلدينا انفلات أمني وفساد أخلاقي ومالي، لذلك فإن نصرة النبي صلى الله عليه وسلم تأتي ببذل مزيد من الجهد في العمل والرد على الأعمال الفنية بدراما موازية. وينصح الدكتور ناجح باستغلال هذا الحدث لإحياء سنة النبي الغائبة، والتي بسبب غيابها نعاني من الرشوة والفساد، وشدد على أهمية عدم سب الديانات الأخرى، حيث أمرنا الله بذلك من خلال (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله بغير علم ) فضلا عن عدم سب أقباط مصر لأنهم ليسوا لهم علاقة بهذا الفيلم وحتى لا يكون ذلك مدعاة لفتنة طائفية.